كتب الدكتور رامي الحباشنة استاذ علم الاجتماع بجامعة مؤتة :-
هل كل من يسعى إلى النجاح ولا يحققه مسؤول عن ذلك الفشل؟
كيف تدفن الطموحات المشروعة إجتماعيا ؟
كيف نحاكم من ينسحب لظروف خارجة عن إرادته؟
كيف يبرر المنحرف بعد ذلك خروجه عن النص القانوني والاجتماعي؟
ماذا يقول علم الإجتماع ؟
- يرسل الأردنيون أبنائهم إلى المدارس والجامعات ويبذلون في سبيل ذلك مداخيلهم المالية ومدخراتهم من بيع أراض وقروض بنكية وجمعيات وديون شخصية تحقيقا لفكرة أن تعليمهم سيقودهم إلى النجاح الاجتماعي وتحقيق هويتهم وذاتهم داخل المجتمع.
ـ المجتمع الأردني من المجتمعات التي يوجد فيها تركيز قوي على تحقيق النجاح، وتبدأ هنا إشكالية الاصطدام مع الهياكل الاجتماعية والاقتصادية التي لا تمنح سوى وصول محدود إلى الفرص التي من المرجح أن تجعل المرء يحقق الأهداف .
ـ بعض الساعين إلى النجاح دخلوا في حالة من الفوضى لشعورهم بأن المجتمع يركز ثقافيا بشكل غير مبرر على أهداف النجاح ويركز بشكل أقل على الوسائل المشروعة لتحقيق الأهداف .
ـ هذا الشكل للبناء الهيكلي الاجتماعي والاقتصادي سيؤدي الى ضغوط شديدة على الأفراد لتحقيق النجاح بالإضافة إلى الافتقار إلى الوسائل المشروعة، و عندما لا يتمكن الناس من مطابقة نجاحهم مع التوقعات المجتمعية و وجود فجوة بين الأهداف وتحقيقها تبدأ حالة من ظهور إبتكار وسائل غير مقبولة لتحقيق طموحاتهم وتنتشر ثقافة ” كلو ماشي” وما ينتج عنها من فقدان المعايير .
ـ تتعطل هنا قدرات شريحة تقرر فقط أن تمارس رد فعل على الضعف في تحقيق ذاتهم داخل المجتمع ، قد تذهب شريحة الى تعاطي المخدرات ” هروبا من واقعهم” أو بيعها ” تحقيقا للنقص المالي ” وتتحول بعض السلوكيات الاجتماعية المنبوذة إلى طرق شبه مشروعة تلقى صمتا على الأقل لأنها جزء من وسيلتهم لتحقيق الذات ..غش المهم تنجح ـ لا تدقق ـ ما حدا سائل ـ هي جاي علينا ـ خربانة .
ـ يدخل أفراد المجتمع في حلقة مفرغة من تبادل الاتهامات الغير مباشرة كنوع من إراحة الضمير الفردي على حساب الفوضى في الضمير الإجتماعي يذهب ضحيتها طاقات حقيقية تعطلت ناهيك عن تسرب وسيطرة طاقات معطلة لا تجد في فكرة الأذى للآخر ما يؤنب الضمير أو التحايل على أنفسهم قبل الآخرين وصما يحرجهم ما دامت مكاسبهم محققة .
اترك تعليقاً