يعلم الجميع أن الصراع التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين بدأ بداية هذا العقد وازداد حدته في السنوات الأخيرة،فمن يتفوف بالتكنولوجيا سيتفوق عسكريا وإقتصاديا لأن أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي للدولتين يعتمد على التكنولوجيا من خلال الشركات التكنولوجية وخدماتها واللوجستيات الخاصة بها.
إن ما سيشهده عام 2025 سيشكل تطبيقات للنظريات التي وضعت سابقا وللنماذج Proto types التي جربت بنجاح،وفي هذه المقالة سنستعرض بعضا منها مع التحليلات الفنية للمساوىء والفوائد الخاصة بها.
أولا:إستخدام تقنية المعالج الكمي من قبل الشركات الأمريكية وهي تقنية لكمبيوتر تفوق سرعته الكمبيوتر الحالي بأضعاف هائلة حيث تستخدم تقنية الذكاء الإصطناعي،وهذا من شأنه أن يفك التشفير ويكسر كلمات المرور للأجهزة والأدوات المالية مثل العملات المشفرة،مما يضع عبئاً كبيرا على برامج الحماية، ويجعل عملية الإختراقات أكثر سهولة وخصوصا للأنظمة العسكرية والمالية.
ثانيا:الخصوصية بإستخدام الأجهزة الذكية من هواتف خلوية وسيارات وأجهزة تلفاز ستصبح مخترقة لأغراض تجارية حيث يتم تخزين تقرير يومي عن كل شخص فينا من حيث زياراته المتنوعة وكيفية قضاء اجازته وما يرغب بعمله من هوايات وتناوله للطعام وذهابه للتسوق من خلال تطوير برامج خاصة تباع للشركات الكبرى التسويقية وإعطاء التغذية الراجعة للصناعات المتنوعة،ناهيك عن معرفة الاتجاهات السلوكية والسياسية لكل شخص ومتابعته وقدرة الوصول اليه في أي منطقة في العالم من قبل الأجهزة الأمنية الغربية.
ثالثا:صناعة السيارات الكهربائية سيزداد الطلب على السيارات الكهربائية في العالم وخصوصا من السوق الصيني بسبب الأسعار المنافسة لما توليه الحكومة الصينية من دعم متواصل بعكس السوق الغربي الذي لا يلقى الدعم من قبل الحكومة،إضافة إلى رخص الأيدي العاملة الصينية وكذلك توفر المستلزمات لهذه السيارات والتي تدخل في التصنيع داخل الصين من حيث سهولة النقل اللوجستي وتكامل الشركات الصينية في الإنتاج،وأخيرا تطور صناعة البطاريات في الصين والذي ستشهد من خلاله صناعة بطاريات لا تشحن وتكون صغيرة الحجم،كل ذلك سيؤدي إلى تسيد السيارا? الصينية في العالم.
رابعا:تقنية الجيل السادس من الإتصالات حيث تسابق الصين الزمن لإطلاق هذه الخدمة تجاريا والتي ستمكنها من إستخدامها في تفاعل الروبوتات عند ادائها للواجبات والمدن الذكية والواقع الافتراضي والواقع المعزز،ناهيك عن إستخداماتها العسكرية والتي قد تستخدم إذا شنت الصين حربها على جزيرة تايوان.
خامسا:الذكاء الإصطناعي والروبوتات:ستتمكن كل من الصين والولايات المتحدة من نشر جنود آليين على شكل روبوتات في مناطق الصراع وعلى الحدود لحماية المنشآت الحيوية وخصوصا النووية منها،وسيتمكن الروبوت من إشغال الوظائف في المطاعم والمستشفيات والتعليم والبنوك والسياحة والتنقل بإستخدام السيارات والطائرات والقطارات والسفن بدون سائق إضافة إلى غزو الفضاء.
سادسا:الغذاء المصنع والذي سيزداد نسبته في السوق ليصل إلى 10% لسد العجز الغذائي الناتج عن الزيادة السكانية والتغير المناخي،حيث سنشاهد في المولات الغربية والمحلات جميع انواع اللحوم الحيوانية المصنعة بنفس جودة وشكل وطعم ورائحة اللحوم الطبيعية.
سابعا:الأمن السيبراني والإختراقات الأمنية،ستزيد نسبة الإختراقات المتنوعة من قبل القراصنة وسيؤدي ذلك لإرتفاع في الخسائر الإقتصادية للجهات الحكومية والمالية والعسكرية.
ثامنا:الحروب السيبرانية حيث سنشهد حروبا سيبرانية بين الدول العظمى ستؤدي الى الإضرار في المنظومات الأمنية ومصادر الطاقة والاتصالات للدول المتصارعة.
تاسعا:إيجاد العلاجات للأمراض المستعصية كالسرطانات وزراعة الأطراف والإعضاء وعلاج السمع والإدمان والإكتئاب من خلال التقدم في تقنية شرائحNeuro-linguistic programming (NLP) وتفكيك السلاسل الوراثية ورفع القدرة المناعية، وإنتاج أطفال اقل عرضة للأمراض الوراثية والمكتسبة وغيرها.
من خلال ما تم عرضه من هذا التقدم التكنولوجي القادم والتنافس بين الدول العظمى والذي سيؤدي إلى فجوة كبيرة بين الدول العظمى والغربية مع دول العالم الثالث،والتي لا زال بعضها منغمسا في الحروب الداخلية والفساد والمديونية، وجب على من أراد من تلك الدول اللحاق بهذه التكنولوجيا أن يعيد هيكلة كاملة لمؤسساته الحكومية وتطويرها بإستقطاب الخبراء وذوي الإختصاص الذين لديهم ما يقدموه،وليس الذين يضيعون الوقت، فقطار التكنولوجيا سيمضي سريعا ولن ينتظر أحدا. ــ الراي
اترك تعليقاً