عروبة الحباشنة
كم عاهدنا أنفسنا أمام أعتاب كل سنة جديدة أننا سنقتلع مرار الأيام بشغف الإقدام وزهر العزيمة ، فيخيل لنا أن العمر مجرد تذكار يتجدد في سطور الحب وأن الفرح نحن أولياءه حينما ساد الشرور نفحات القلوب في الغابات البشرية القاحلة هذه .
سنين وتمضي تعرفنا جيدا ، تعرف أسرارنا وأحلامنا المخبأه ، تلك التي تشبه ماتخبأه الجدات العفيفات بين الأغطية في خزائنهن وأدراجهن، فيكون ثمين ، ثمين على بساطته ، نختزل حكايا اليوم أمام أول غفوة على وسائدنا ليلا ، ونرتكب حوارا أنيقا مابين الروح والعقل ، نعاتب أنفسنا على صمتها أمام موقف عابر لكنه ترك ندوبا لا تنسى ولا تغتفر ، نقرر التمرد ثم نستكين ونغفوا .
سنين وتمضي سريعا سريعا ، علينا سؤال الذات اليوم ،
كيف حالك يا ذاتي ؟
أأنت بخير ؟
أكنت كما تمنيت أن أكون هذا العام ؟
أخرجت من هذا العام بسلام ؟
وهل تركت بك ندوب ماحصل كثيرا من البعثرة لا أستطيع لملمتها ؟
هل تفوقت عليك ايتها الذات حينما صبرت ؟
أيمكن أن أعيدك ذاتي الطفولية علها لا تدرك مكامن الوجع حينما تقرر اللعب على أرجوحة متينة الحبال كان قد أعدها أب وأم لصغارهم ليلة عيد ، عربون محبة لصباح وطن يزف الشهداء والأبطال والقامات .
سنة عن سنة ، نعيد صياغة شكل الفارس فينا ، ونجدد خصال التنشئة تلك التي نثر ثمارها آبائنا وأمهاتنا ومعلمينا وكراريس السطور وجريدة الأحد المستعجلة ، وحوار الغليون على طرف شفة عجوز تضيء الحكمة كلماته الرزينة .
سنة عن سنة ، نخبر الروح كم هي جديرة بالحياة ، بالفرح ، بالحرية والقوة ، سنة عن سنة نحن شركاء المصير ، لنحدد وجهتنا ، ونمضي ، فثمة الكثير الكثير لم يقال وثمة الكثير لم نفعله بعد ، نحن السنين لا السنين نحن ، حينما قبلنا أن نكون أسيادا لا عبيدا .
عروبة الحباشنة
اترك تعليقاً