قال الخبير العسكري محمد المغاربة إن هناك تحولات جديدة قد تكون بوادر ثورة مضادة تُحاك في المشهد السوري بقيادة أمريكية، حيث تعيد القوى الدولية رسم ملامح النفوذ في المنطقة. وأوضح في تصريحٍ خاص لصحيفة “أخبار الأردن” الإلكترونية أن ما يثير التساؤل هو ما إذا كانت الاندفاعة العربية الأخيرة تجاه سوريا مجرد تحرك شكلي هدفه الحقيقي تهدئة تركيا واحتواء نفوذها، تمهيدًا لإعادة ترتيب التوازنات الإقليمية على حسابها. وبيّن المغاربة أن الولايات المتحدة كثّفت تحركاتها العسكرية في شمال سوريا عبر إرسال تعزيزات ضخمة وإنشاء قاعدة عسكرية جديدة في مدينة عين العرب (كوباني)، الواقعة في منطقة التماس بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيًا والجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا. ونوّه إلى أن هذه الخطوة تؤكد التزام واشنطن بلعب دور مباشر في رسم مستقبل المنطقة، ما يضع تركيا أمام تحديات أكبر في تأمين مصالحها الاستراتيجية بعد تأخرها الواضح في حسم وجود “قسد”. في المقابل، يتزايد المشهد الإقليمي تعقيدًا، حيث اتخذت مصر قرارًا بمنع دخول السوريين إلى أراضيها، وهو إجراء يثير تساؤلات حول أبعاده السياسية وتوقيته في ظل التحركات الإقليمية المتسارعة، إلى جانب إصدار السلطات اللبنانية قرارًا يمنع دخول اللبنانيين إلى سوريا، ما يعكس تنامي الحذر الأمني في العلاقات بين الطرفين، أما زيارة الوزراء السوريين إلى الرياض، فهي تمثل محطة محورية قد تُسفر عن نتائج تحمل دلالات مهمة بشأن التحرك العربي تجاه الأزمة السورية، وفقًا لما صرّح به المغاربة لصحيفة “أخبار الأردن” الإلكترونية. واستطرد قائلًا إن السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: هل ما يجري يمثل جزءًا من مخطط أوسع لإعادة تشكيل الخارطة السياسية في سوريا تحت مظلة أمريكية، أم أنه محاولة لفرض واقع جديد يُعقّد الحلول ويمدد عمر الصراع؟
اترك تعليقاً