مضى عام 2024 بكل تفاصيله وأحداثه المؤلمة وأزماته المعقدة في منطقة الشرق الاوسط في ظل تسيّد الاقتتال والعنف والاجرام للمشهد الاقليمي ما خلف ظلالاً ثقيلة على الجميع خصوصاً الاشقاء الفلسطينيين الذين عانوا الأمريّن في ظل جرائم الحرب والابادة الاسرائيلية.من سوء الطالع ان هذا العام طويت صفحته لكن أزماته بقيت مفتوحة دونما انهاء فخلف تركة ثقيلة على العام الجاري دون معرفة هل سيكون هذا العام تتمة وتكراراً للمنصرم بكل احداثه؟ام ستنتهي وتطفئ كل هذه النيران؟ ام تتمدد وتتوسع وتكبر كرة اللهب؟ تلك أسئلة كبيرة تحتاج الى اجابات عميقة ومسؤولة من جميع الاطراف المعنية.بالمجمل كان عاما قاسيا على المنطقة بكل المقاييس،، اكلاف انسانية واقتصادية وامنية باهظة خلفتها تلك الازمات والاخطر انها فتحت الباب على مصراعيه لمزيد من تمدد الصراع وارتدادته على جميع دول المنطقة في ظل اطماع واجندات ومصالح متضادة ومتضاربة هنا وهناك.بجردة حساب موضوعية كانت القضية الفلسطينية الخاسر الاكبر فهي تمر بأخطر منعطف في تاريخها في ظل تواجد اليمين المتطرف الذي يحمل اهدافاً واجندات خبيثة تستهدف انهاءها وتصفيتها برمتها عبر الاستمرار بالبطش والعنف وجرائم الحرب والابادة والتهجير، ناهيك عن اطماعه التوسعية والاستيطانية التي تستهدف وأد حل الدولتين.الاردن، كان الاكثر وضوحا وقوة واستشرافاً لقاء ما يجري فكانت الدبلوماسية الناجعة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني الاكثر دقة وواقعية وثقة وما حذرت منه مراراً وتكراراً اوصلنا الى هذا الحال الصعب، وبقي ثابتا على مواقفه الراسخة تجاه قضايا امته دونما تلكؤ او تردد أو تقصير فكان على العهد كما هو دوما.وبالتوازي لم تسلم دول عربية من تبعات هذه الفوضى التي طالت شراراتها الجميع ولم يسلم احد من تبعات هذا العنف المتمدد والذي لطالما كانت الدبلوماسية الاردنية تحذر من مغبة انفلات الامور من عقالها وصولا لا قدر الله الى حرب اقليمية شاملة تطال تداعياتها الجميع.دولياً، لا يختلف اثنان على أن الشرعية الدولية سقطت في اختبار غزة وما يجري للاشقاء من عنف واجرام ممنهج من قبل آلة الحرب الاسرائيلية دونما ان تحرك الشرعية الدولية ساكنا فتم كل ذلك على مرأى ومسمع المجتمع الدولي وسط صمت مطبق حيال ما يجري فالتقصير كان سيد المشهد ولم تفعل القوانين والمواثيق والمؤسسات الدولية ولم تقم بواجباتها القانونية والانسانية ولا حتى الاخلاقية.اجمالاً؛ مضى عام 2024 واتى 2025 محملا بتركة ثقيلة من الملفات الشائكة والمعقدة والتي تمس امن واستقرار المنطقة وتشكل خطرا على الامن والسلم الدوليين ما يتطلب وقفة جادة عبر توافر ارادة دولية جامعة وقوية ومسؤولة لاطفاء نيران هذه الازمات وانهائها عبر العودة الى الشرعية الدولية والاحتكام للقانون الدولي ليكون القانون سيد المشهد وغير ذلك سيجعلنا ندور في دوامة العنف الى مالا نهاية
اترك تعليقاً