منذ ايام يراوح الموقف الصهيوني مكانه فيما يخص التعاون مع الوسطاء للوصول الى صفقة تبادل اسرى تنهي العدوان الصهيوامريكي على قطاع غزة الذي بدأ قبل نحو 15 شهرا، وخلال اسابيع التفاوض مع المقاومة التي ابدت تعاونا دون استسلام، اتخذت الحكومة الصهيونية برأسها الفاشي بنيامين نتنياهو المواقف نفسها في مضمونها محاولات التملص لعدم التوصل لاي اتفاق ينهي هذا العدوان تماما على القطاع، وعملت وماكينتها الاعلامية التي استطاعت وتستطيع الوقوف في وجه عائلات الاسرى لدى المقاومة باسباب واهية، هو وهم يعلمون تماما بأنها مجرد تسويف وتسويق لكذب هذا الفاشي الذي لا يزال لم تروه دماء الغزيين بعد.وكما هي العادة فان الادارة الامريكية الحالية التي تدعي بانها وسيط وهي بالطبع كما يعلم الجميع تفاوض عن الكيان الصهيوني بحدة تكاد تكون اكثر مما عليه اصحاب الشأن، فهي تقول ان ما يجري في القطاع يجب ان ينتهي دون ان تذكر ان ما يتم في شماله تطهير عرقي وفي بقيته ابادة جماعية، بل وتزيد على ذلك بموافقة الادارة الامريكية على صفقة اسلحة جديدة للكيان الصهيوني بمليارات الدولارات، اي ان هذه الادارة بلا شك وظفت مسار المفاوضات دائما لتوفير غطاء لاستمرار المقتلة الدائرة في القطاع، والتي تشتد يوما بعد الاخر.
اما اذا افترضنا ان نتنياهو يماطل حتى تقلد الرئيس الامريكي الجديد دونالد ترامب مقاليد حكمه، مع حسم الجمهوريين للكونغرس الامريكي بغرفتيه مجلس الشيوخ ومجلس النواب، فان الامر مطمئن للغاية بالنسبة لحكومة الكيان الصهيوني، صحيح ان ترامب يرغب في انهاء الحرب على القطاع قبل توليه منصبه الا انه وجه تهديدات قوية «بفتج ابواب جهنم» بحسب تعبيره اذا لم تتم الصفقة قبل وصوله الى البيت الابيض، خاصة وان لديه الكثير ليفعله على المستوى الداخلي والخارجي، وهذا الامر تجلى في انخراط فريقه في مفاوضات صفقة التبادل الحالية قبل وصوله للبيت الابيض.اما في الداخل الاسرائيلي، فهناك انقسام حاد جدا بين حكومة الفاشي نتنياهو وبين المعارضة الاسرائيلية والدولة العميقة، وهذا يتضح بمستوى المظاهرات في تل ابيب والقدس وحيفا ومدن اخرى في الداخل الفلسطيني للضعط على حكومة الكيان لاتمام الصفقة، عدا عن الخسائر التي توقعها المقاومة في الجيش الصهيوني الذي اضطر مرارا الى اخراج فرق ذات مواصفات عالية من الخدمة، مع تشديد المعارضة هناك على محاكمة نتنياهو على اخفاقه في السابع من اكتوبر 2023، ولا شك ان نتنياهو ما زال يتملص من كل هذه الضغوط بحرفية عالية.اما التصعيد الاقليمي سواء في الجبهات المفتوحة في سوريا ولبنان، والضربات القاسية من اليمن مع تأثيراتها الممتدة عالميا بالنسبة لخطوط الامداد والشحن البحري، وكلها جبهات فتحتها الحكومة اليمينية المتطرفة التي يقودها نتنياهو، معتمدا على الامداد عدة وعتادا من الولايات المتحدة بالدرجة الاولى ومن ثم بريطانيا وفرنسا والمانيا وغيرها.وضمن جملة هذه التحولات والعوامل التي أثرت في استمرار الحرب على القطاع، ما زال هناك فرصة لانجاز صفقة تبادل تنهي هذه الحرب البشعة، خاصة وانها استنفدت اهدافها العسكرية، وفي هذا الاطار تقوم هذه الحكومة اليمينية باعمال القتل بشدة في القطاع، ومن جانب اخر تحاول تحسين الشروط لاتمام الصفقة على حساب المقاومة.لا نعلم ما تحمله الساعات والايام القليلة المقبلة، وهل ستكون هناك صفقة تنهي الحرب الصهيوامريكية البشعة في القطاع؟.
اترك تعليقاً