الوطن هو البيت الكبير الذي يحتضن جميع أبنائه دون تمييز أو استثناء، بغض النظر عن الدين أو الطائفة أو الأصل أو العرق. الجميع فيه متساوون في الحقوق والواجبات، تحت مظلة العدالة والمواطنة الحقة. لا مجال في الوطن للفرقة أو التمييز، فالوحدة الوطنية هي الركيزة التي تُبنى عليها قوة المجتمعات ونهضتها. إن تشكيل الأحزاب السياسية يجب أن يقوم على أسس وطنية جامعة، تعكس تطلعات المجتمع بأكمله. أحزاب تعمل ببرامج تنموية وسياسية تشمل كافة أطياف المجتمع، وتبتعد عن الأجندات الضيقة التي تستند إلى الدين أو الطائفة أو المناطقية. الأحزاب التي ترفض الآخر أو لا تعترف بمكونات المجتمع المختلفة لا تخدم الوطن، بل تعمل على تقويض أسسه وإضعاف نسيجه الاجتماعي، مما يفتح المجال أمام الانقسامات ويضعف روح الانتماء الوطني. من المهم أن نتجنب جميعاً طرح أي قضايا أو مواضيع تستفز أي طرف من أطراف المجتمع، سواء كانت هذه الطروحات مباشرة أو مبطنة. فمثل هذه التصرفات تضعف التماسك المجتمعي، وتخلق بيئة خصبة للفتن والانقسامات التي قد تستغلها جهات متطرفة أو متربصة تسعى إلى زعزعة استقرار الوطن وإضعاف وحدته. الوطن ليس حكراً على فئة أو مجموعة دون الأخرى. لا فضل لطرف على آخر، فجميعنا أبناء هذا الوطن، وجميعنا مسؤولون عن تعزيز روح المحبة والإخاء بين كافة فئات المجتمع. لا يمكن أن يبنى وطن المستقبل إلا بالتكاتف والتعاون، وبزرع القيم التي تُعزز الوحدة والاحترام المتبادل. إننا اليوم بحاجة إلى ترسيخ مفهوم “الوطن للجميع”، وطن لا يُقصي أحداً ولا يُفرّق بين أبنائه. وطن يحتضن الجميع على اختلاف تنوعاتهم، ويُعلي من شأن المحبة والتسامح. الأردن الذي نطمح إليه هو الأردن الذي ينعم فيه الجميع بالعدالة والمساواة، الأردن الذي تُصان فيه كرامة الإنسان، الأردن الذي يكون نموذجاً في العيش المشترك. فلنكن جميعاً أدوات بناء، لا هدم. ولنساهم في زرع المحبة بدلاً من الكراهية، وفي تعزيز الانتماء الوطني بدلاً من الانقسامات. هذا هو الطريق نحو أردن المستقبل، أردن المحبة، أردن الجميع.
اترك تعليقاً