بقلم/ محمود جودت محمود قبها
في رحاب الوطن الجريح الذي يقاوم تحت وطأة التحديات جاء اجتماع الرئيس محمود عباس بقادة الأجهزة الأمنية ليؤكد أن الأمن والاستقرار هما الأساس الراسخ لحماية الحلم الفلسطيني وإبقاء شعلة الأمل متقدة في قلوب الأجيال اجتماعٌ حمل في طياته رسائل قوية مفادها أن سيادة القانون ليست مجرد شعار بل هي عقيدة راسخة وأولوية قصوى تُبنى عليها أركان الدولة الفلسطينية.
سيادة القانون: حجر الزاوية للمشروع الوطني
ترأس الرئيس محمود عباس الاجتماع بحنكة القائد الذي يرى في الأمن ركيزةً لصمود الشعب الفلسطيني جاءت كلمات الرئيس بمثابة نبراس يوجه البوصلة نحو تعزيز سيادة القانون وضمان كرامة المواطن الفلسطيني مشددًا على أن لا أحد فوق القانون وأن الحفاظ على مكتسبات الوطن يتطلب وحدة الصف الوطني والعمل الجاد لتجاوز المحن.
في ظل التحديات الجسام التي تعصف بالمنطقة بدءًا بالعدوان الإسرائيلي المستمر على غزة ومرورًا بمحاولات بث الفوضى في مدن الضفة الغربية تبقى الأجهزة الأمنية الفلسطينية هي الدرع الحصين الذي يحمي ظهر الوطن حملة “وطن” التي أُطلقت لفرض سيادة القانون تعكس التزام القيادة الفلسطينية بالحفاظ على أمن المواطن وأمانه رغم كل الصعوبات.
الأجهزة الأمنية: رسل التضحية والفداء
تقوم الأجهزة الأمنية بدور محوري في حماية الأرواح والممتلكات وتأمين الحدود ومكافحة الجريمة وحفظ النظام العام رجال الأمن هؤلاء الذين يعملون بصمت وتفانٍ هم الجنود المجهولون الذين يجسدون معنى التضحية الحقيقية فهم ليسوا مجرد حماة للوطن بل هم أيضًا رمز للصمود والكرامة في وجه الرياح العاتية التي تحاول اقتلاع جذور الحلم الفلسطيني.
إن تفاني الأجهزة الأمنية في أداء واجبها الوطني يُظهر بجلاء أن حماية الوطن ليست مجرد مسؤولية مهنية بل هي رسالة سامية تتجاوز الحدود والأزمان هؤلاء الرجال والنساء هم أبناء هذا الشعب ومن تضحياتهم تنبثق كل خطوة نحو مستقبل أكثر أمانًا واستقرارًا.
رسالة إلى الحالمين خارج إطار الوطن
إلى من يُصر على العيش في عوالم الأحلام الواهية متناسيًا أن الوطن يواجه عدوًا لا يعرف الرحمة ولا يتردد في الإبادة حان الوقت لرؤية الحقائق بعين بصيرة غزة ذلك الجرح النازف شاهدة على المآسي التي تجلبها الفوضى والانقسام من سمح للعدو بتدمير مدننا واستباحة دماء أطفالنا ونسائنا؟ هل نريد تكرار المأساة في الضفة الغربية؟
لا، وألف لا! لن نسمح أبدًا بأن تتحول أرضنا إلى مرتعٍ للفوضى حملة “وطن” جاءت لتحصين الجبهة الداخلية وقطع دابر كل من يسعى لنشر الفتنة والتدمير باسم المقاومة المقاومة الحقيقية هي التي تنطلق من رحم الوطن وبقرار وطني مستقل بعيدًا عن أي أجندات خارجية مشبوهة.
فتح: شعلة الثورة وبوابة الاستقلال
فتح تلك الحركة التي صنعت لشعبنا ثورة لا تزال الراية التي تجمع الفلسطينيين تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية الإطار الجامع والشرعي الوحيد لشعبنا لم تكن فتح يومًا ضد المقاومة لكنها ترفض التدخلات الخارجية التي تحول الفصائل إلى أدوات بأيدي أطراف لا تريد الخير لفلسطين.
لقد كانت فتح وما زالت حاملة لواء الكفاح الوطني وستظل شوكة في حلق كل من يسعى لتمزيق النسيج الفلسطيني إنها الحركة التي شقت طريق العزة ورفعت علم فلسطين عاليًا في كل المحافل الدولية وما زالت تؤمن بأن سيادة القانون والأمن هما الضمانة الحقيقية لبناء الدولة المستقلة وتحقيق حلم الحرية.
وطننا أمانة في أعناقنا
في ظل هذه الظروف العصيبة لا بد أن نعي جميعًا أن الوطن أمانة وأن الحفاظ على مكتسباته واجب مقدس الأجهزة الأمنية ليست مجرد مؤسسة بل هي روح الوطن الحية التي تسعى لتأمين الحاضر وضمان المستقبل.
حملة “وطن” ليست مجرد إجراء أمني بل هي صرخة في وجه الفوضى ودعوة لكل أبناء الشعب الفلسطيني للوقوف صفًا واحدًا خلف قيادتهم الشرعية.
فلنكن على قدر المسؤولية ولنجعل من وحدتنا الوطنية سلاحًا لا يقهر ومن سيادة القانون ركيزة تبني عليها الأجيال القادمة حلم الحرية والاستقلال.
ابن الشبيبة الفتحاوية
ابن العاصفة
د. محمود جودت قبها
اترك تعليقاً