في عز الحرب الباردة قدم المستشرق البريطاني / الامريكي برنارد لويس اطروحة استراتيجية حول مستقبل الشرق الاوسط، وحرب اليوتوبيا، وانتاج كيانات طائفية.و هي ما اعاد انتاجها شمعون بيرس في « كتابه الشرق الاوسط « والذي صدر بعد توقيع اتفاقيتي وادي عربة واوسلوا.وفي امريكا ما بعد الحرب الباردة، وانهيار الاتحاد السوفيتي وولادة نظام عالمي جديد، احيا جورج بوش الاب اطروحات مشروع برنارد لويس، وسوقتها وزيرة الخارجية الامريكية كوندليزا رايس، وصاحبة المشروع الاستراتيجي الامريكي للفوضى الخلاقة في الشرق الاوسط.و لا تختفي اطروحات برنارد لويس عن الاذهان، وانت تراقب وتتابع ما يجري اليوم من تطورات وتحولات دراماتيكية في الشرق الاوسط.و يبدو أن ما كان عصيا وصعبا على التطبيق والترجمة الواقعية، فان اللحظة الراهنة تفرش وتهيئ مقدمات وارضيات لاحياء اطروحة ومشروع بارنارد لويس والطائفية القاتلة، ووضعها في مقدمة الاستراتيجية الامريكية الجديدة في العهد الترامبي.لا ضوابط تحكم الايقاع في الشرق الاوسط. وبعد ما يجري في سورية وغزة. والمنطقة العربية محكومة بالهباء، دم الناس يذهب هباء، ويذهب مع رياح الحروب والصراعات.في الشرق الاوسط الجديد، فان ترامب في ولايته الثانية سوف يمضي في» صفقة القرن « وقيام ستاتيكو شرق اوسطي، بطبيعة الحال يؤدي الى مشروع اسرائيل الكبرى والعظمى، وتمرير مشاريع استراتجية كبرى في الطاقة والنقل والسياحة والترفيه، وبقيادة يهودي، وسليل ملوك التوراة.الخواء والفراغ والعدم الاستراتيجي العربي.. ودعونا نعود لما بعد سايكس بيكو وولادة الدولة القُطرية ما بعد الاستقلال.. فهل العرب، مصابون في حالة بيولوجية مزمنة، وان التخلف العربي جيني ومتوارث، ام اننا ضحايا لخطة استراتيجية امريكية واوروبية تفكر في عقلية براميل البارود والنفط، والغاز.وما يحدث من اعادة انتاج في مجتمعات عربية الى حالات ووضعيات توتر عقائدي وطائفي وقبلي واثني.. وكما لو أن عقارب الساعة في بلاد العرب تمشي بخطى حثيثة الى كواكب اخرى.وغداة حرب غزة وبعد 7 اكتوبر، نتنياهو خرج ويحمل شعار تغيير الشرق الاوسط. وهذا ما سوف يفعله ترامب، والذي بدأ في قطع رأس الافعى، والمقصود ايران، ومحاصرتها وضرب محور المقاومة، وتجفيف الدعم وقطع الوصل بين طهران ومحورها الاقليمي، واغتيال وتصفية قيادات الصف الاول في المقاومة اللبنانية والفلسطينية.وحدهم الإسرائيليون على الكرة الارضية هللوا لقدوم ترامب، ودون شعوب العالم. الاوروبيون يتوجسون من عدوة ترامب وفظاظة التعاطي معهم كحلفاء. والصين خائفة من ترامب، وسياسة الاحتواء واعادتها الى داخل السور العظيم
اترك تعليقاً