في رمضان التنافس في ذروته بين الشاشات العربية على مسلسلات دراما الرمضانية.مسلسلات رمضانية تطبخ على مدار العام على نار هادئة ولهيب تجاري، وتجهز لتقدم وجبات رمضانية للصائمين بعد الافطار وقبل السحور.في الدراما الرمضانية غالبا ما يخسر شهر الصوم في مواعظه وتقواه، وورعه، ومبادئه، ودعواته ويكسب وينتصر السوق ومنطوق الغرائز الاستهلاكية على الفكرة والصورة.رمضان مناسبة درامية تلفزيونية، ومناسبة لبرامج الترفيه والمسابقات.. ورمضان مناسبة للصدقات الجارية، والتسول التلفزيوني والاذاعي، ووسيلة لتوزيع الفتات من ثروات شركات ورجال اعمال على فقراء ومتسولين ومنتظرين ضربة حظ. ما الذي يشاهده الناس في رمضان؟ سيناريوهات لدراما لا واقعية، وهم يعيشون الدراما الواقعية يوميا، ودراما يرونها باعينهم المجردة دون كاميرات وشاشات وعدسات ومونتاج واخراج ورقابة.في الماضي، كان الناس يجلسون امام شاشات التلفزيون، ويصدقون ما وراء الشاشة، ويذرفون دموعا عندما يموت البطل، او ينهزم عاطفيا أو يفرحون لنهايات الاشرار والشياطين، ويشاركون ابطال الافلام الرومنسية بالابيض والاسود فصولا من عشقهم وغرامهم، وانكساراتهم وصعودهم.دراما الشاشات الرمضانية ملفقة، وقليلها له جذر واقعي، وكثيرها فنتازيا تعتاش على رواسب من افلام اجنبية تسربت الى الدراما العربية لتقدم واقعا متخيلا بديلا لواقع بكل اشكال الاستبداد والظلم، والقسوة، والعنف.في ماض قريب، كانت الشاشات في رمضان تقدم برامج فوازير وترفيه ومسلسلات درامية لحد ما مقبولة فنيا واجتماعيا.من حارة أبو عواد، وليالي الحلمية ورافت الهجان، وعائلة الاستاذ شلش، شارع المواردي، الوسية، وابو كامل دراما تاريخية سورية، والزير سالم، والفوارس، والكواسر، واعمال درامية أبدع في اخراجها حاتم علي ونجدة اسماعيل انزور، ومسلسلات للفنان الكبير عادل امام في شهر رمضان.واما، اليوم، فلم يعد مهما ماذا يريد الناس أن يشاهدوا ! الانسان له عينان اثنتان فقط، ولا يقدر أن يتابع كل ما يعرض على الشاشات في الشهر الفضيل.. وقبل وبعد رمضان يستجد السؤال عن دراما الشهر الفضيل، وما هو عقيم ومتكرر وجديد !كل رمضان نكرر الاسئلة والاجوبة عن الدراما وبرامج رمضان، ونرجع لنقع في ذات الفخ كل عام. وفيما يكتب ويحكى حول الدراما وبرامج رمضان.. من الطرافة، تابعت على شاشة التلفزيون برامج، اللافت أن التكرار ليس في فكرة وديكور وانتاج، تنفيذ واخراج البرنامج، حتى الاسئلة مكررة، والمتصلون مكررون، هم ذاتهم كل رمضان
اترك تعليقاً