كتبت اول أمس عن النهج الإداري والسلوكي لفلسفة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في تطوير الفكر الإنساني في الأردن والدفع بصناعة قيادات نسائية وشابة في المملكة واشرت إلى ماهية فكرة ” الأردن الحزمة” واليوم ساوضح هذه الفلسفة.
اولا : ما هي حواضن آل هاشم الرأسية
امتزت ال 25 عاما الماضية بثقافة ملكية جديدة اتمست بالنظرية السببية وإدارة ردود الفعل والتي ساهمت في حافظ الدولة على ركائز المملكة بشكل متكامل فتم استثمار هوامش ربح حرية الرأي والتي ادت لاندفاع فتي في الأردن فكر خارج الصندوق مع ايجاده حواضن رأسية أو هرمية مكونه من آل هاشم مستعدة للحوار المباشر معه رغم ان الامر قد يخضع لتقييمات عديدة تفرضها الأوضاع الإقتصادية والسياسية وتشكيل العشائر والنظام الأمني والديوان وتراتبية تقيمية تحتاج إلى مراجعة .
ولم يمنع ذلك من تطور هذا الاندفاع الفتى نحو بناء جديد في المملكة طور العديد من السلوكيات الريادية الإبتكارية في الأردن وان وجد معظمهم ضالتهم خارج الأردن نتيجة الأوضاع الإقتصادية المتغيرة التي أثرت بالضرورة على حركة النمو الإقتصادي في المملكة لا سيما ان معظم الحكومات الأردنية لم تلبي الطموح الملكي ولم تشترك في الحواضن الرأسية التي فتحها الملك لناس لتصبح مؤسسة العرش على تماس مباشر مع الناس في معظم الحالات او القطاعات.
ثانيا : ماهية الأردن الحزمة
تتسم الحالة الإجتماعية الأردنية بتماسك وتعاضد إجتماعي غيرت مفاهيم الطبقية في المملكة إذ شهدت الإنساق الإجتماعية في الأردن نظاما ابويا حازما امتاز بالايثار الاجتماعي وذلك تضميننا لثقافة (النشامى) السائدة والتي ساهمت بتغير قراءات الطبقات الاجتماعية إذ شهدت مجموعات إجتماعية تعاضد إجتماعي فتجد ان الطبقة الكادحة تستطيع توفير اساسياتها رغم الحجة نتيجة توفر إيراد من أحد أبنائها المغتربين او بر أحد افراد العائلة الميسورين كما غير اشكال الطبقات الإجتماعية في الأردن رغم صراع طبقة البورتاريا في البقاء في سلة الإنتاج مما ساهم في إنتاج ما يمكن أن يطلق عليه ” الأردن الحزمة” وهو الاندفاع الطبيعي لثقافة النشامى في التعاضد الاجتماعي مكافحة الظواهر الخارجة عن المجتمع المحافظ ومحاولة حصرها بجهود اجتماعية وعشائرية وأمنية.
ثالثا : حقيقة تماسك الجبهة الداخلية
لطالما كان الأردن مركز هدف في المنطقة وبسرد تاريخي بسيط شهد الأردن تهديدات مستمرة ورهانات على قدرته على البقاء في وجه العاصفة او النجو منها لكن انسجام النظام الأمني بالنظام العشائري شكلا قاعدة متماسكة رغم التناثر الإجتماعي الذي أثر عموما على الجبهة الداخلية.
من جهة أخرى تقسمت الطبقية في الأردن ليس فقط الي اجتماعية بل الي سياسية وهي ثلاث طبقات اساسية
الأولى أبناء العشائر ذوي الميزة الاقتصادية، الثانية غرب أردنيين ذوي السلطة الاقتصادية والثالثة الكادحين من الشرق والغرب أردنيين وهذه الطبقية في الأردن شكلت النظام الاجتماعي للأردن ومن الواضح أن الجبهة الداخلية اليوم تحتاج لتكافئ هذه الطبقات واتزانها الوجودي بالأردن دون تغول طبقة على أخرى للمحافظة على النمو الاجتماعي والاقتصادي مع دفع الطبقة الثالثة نحو الاشتراك والتنفيذ لتحقيق تناغم إذ ان الانفتاح على العولمة الثقافة والذكاء الاصطناعي طور معايير الوعي الانساني مما يوجب انشاء حواضن سياسية مختلفة وهنا قدمت الدولة نموذج الاحزاب الجديدة الذي احتوى الطبقات الثلاث لكنه اليوم يعاني من حالة صراع مخيفة ساذكر تباعا في مقالات متعددة كيفية تأهيل الأحزاب السياسية.
اخيرا يعتبر نظام الأردن الحزمة وصفا للنظام الاجتماعي المتعاضد معا في نظامه العشائري ونظامه الأمني الفاعل اللذان حققا قاعدة جيدة للجبهة الداخلية اليوم نحتاج لعملية مراجعة لتشكيل الطبقي الاجتماعي المذكور وإعادة تأهيل الاحزاب والبرامج والمبادرات الاجتماعية والسياسية لتاكيد على أهمية الهوية الوطنية الأصيلة وان نمت هويات فرعية لا تعتبر ذات مضره على الأساسية طالما ان التركبيتين العشائرية والأمنية تمكنان الحالة الاجتماعية من الضبط المطلوب لا سيما ان النظام الأمني حقق مرادفات متعددة المهام في كافة اتجاهات الطبقات الثلاث للحفاظ على العقد الاجتماعي وتمتين الرؤية الملكية من تنفيذ الحواضن الرأسية او حواضن آل هاشم.
اترك تعليقاً