في خضم الصراعات السياسية والإعلامية، يجد المواطن العربي نفسه في كثير من الأحيان ضحية لوهم النصر الزائف. فبدلاً من تقديم تحليل واقعي للأحداث، يسعى بعض المحللين السياسيين والكتاب والإعلاميين إلى تضخيم الإنجازات وتصوير المقاومة على أنها قوة لا تقهر، وذلك بهدف إبقاء المشاهد مسمرًا أمام الشاشات، مستمتعًا بنشوة النصر الخادعة.
هذا التوجه الإعلامي، الذي يفتقر إلى الموضوعية والتحليل العميق، يخفي وراءه أهدافًا خفية، لعل أبرزها هو تدمير المقاومة ورموزها. ففي الوقت الذي يتم فيه تصوير حماس على أنها منتصرة ومتقدمة، يتم تجاهل الحقائق المرة على الأرض، مثل الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي تتكبدها المقاومة، وتدمير البنية التحتية لقطاع غزة، والمعاناة الإنسانية التي يعيشها السكان.
إن تضخيم الإنجازات وتجاهل الحقائق لا يخدم القضية الفلسطينية، بل يضر بها. فهو يخلق حالة من الوهم لدى المواطن العربي، ويجعله غير قادر على فهم الواقع بشكل صحيح، وبالتالي غير قادر على اتخاذ مواقف فعالة لدعم القضية.
إن الهدف الحقيقي من وراء هذا الوهم هو تدمير المقاومة الفلسطينية ورموزها. فبينما يتم تصوير حماس على أنها منتصرة ومتقدمة، يتم في الواقع تدمير قدراتها العسكرية والبنية التحتية لقطاع غزة. وهذا التدمير الممنهج يهدف إلى إضعاف المقاومة وتجريدها من قدرتها على الدفاع عن الشعب الفلسطيني.
إن على الإعلام العربي أن يتحمل مسؤوليته في تقديم صورة حقيقية وواقعية للأحداث، وأن يتجنب تضخيم الإنجازات وتجاهل الحقائق. فالمواطن العربي يستحق أن يعرف الحقيقة، وأن يكون قادرًا على اتخاذ مواقف مستنيرة لدعم القضية الفلسطينية.
اترك تعليقاً