استعرض الدكتور محمد درادكة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة اليرموك، عبر مجموعة بلكي نيوز في قراءة تحليلية معمقة، مفهوم السياسة الواقعية وتطبيقاتها على الصراع العربي الإسرائيلي.
وأوضح الدكتور الدرادكة أن النظرية الواقعية في العلاقات الدولية تعتبر القوة والمصلحة المحركين الأساسيين لتفاعلات الدول، حيث تتنافس الدول وتسعى لتعزيز قوتها.
وفي سياق الصراع مع إسرائيل، أشار الدكتور درادكة إلى وجود رأيين رئيسيين يتبناهما صناع القرار والمفكرون والكتاب والمحللون العرب، وعلى رأسهم الفلسطينيون: خيار المفاوضات و خيار المقاومة العسكرية.
تيار التفاوض: يستند هذا التيار، بحسب الدكتور درادكة، إلى عدة اعتبارات أبرزها اختلال موازين القوى، والسعي لاستقطاب حلفاء لدعم الجهود العسكرية، والحفاظ على السكان والأرض المتبقية بهدف الوصول إلى حلول سياسية. وتتراوح هذه الحلول بين حل الدولتين أو الدولة الواحدة القائمة على المساواة، وقد تتخذ شكل مراحل نحو التحرير الشامل، مع وجود اختلافات في تفاصيل هذه الحلول بين المؤيدين للتفاوض.
تيار المقاومة: في المقابل، يرتكز تيار المقاومة على اعتبارات دينية وقيمية وقومية وتاريخية. ويرى هذا التيار أن التفاوض مع إسرائيل يمثل إطالة لأمد وجودها وتمكينًا لها، مستندين في ذلك إلى تصور تاريخي وديني يعتبر اليهود “قوم نكاثوا عهود وقتلة أنبياء”. ويؤكد أنصار هذا التيار أن القوة هي الوسيلة الأنجع، وأن “الحديد لا يفله إلا الحديد”، معتبرين أن أي خيار آخر هو “صناعة وهم وتمييع وتضييع للبندقية”. ويستند هذا التيار إلى ما يعتبره وجدان الشعوب العربية الذي يطالب بالتحرير الكامل والشامل، معتبرين أن “الدم المسفوح هو شهادة واستشهاد وهو وعد الله الصادق والحق”.
وفي ختام تحليله، طرح الدكتور درادكة تساؤلاً مفتوحًا حول المفاضلة بين “واقعية الأرض ومعالجة السماء”، داعيًا إلى التفكير العميق في هذه المعضلة.
اترك تعليقاً