يشتكي العديد من أصحاب المحلات التجارية الصغيرة في الأردن من انتشار ثقافة المفاصلة بشكل كبير، حيث أصبح من النادر أن يشتري الزبون بالأسعار المعلنة في هذه المحلات. ويعبر التجار عن استيائهم من هذا السلوك الذي يختلف بشكل ملحوظ عن تعامل المستهلكين في المراكز التجارية الكبيرة والمعروفة.
يقول أحد أصحاب المحلات الصغيرة لبلكي نيوز ، فضل عدم ذكر اسمه: “من المستحيل تقريبًا أن يشتري أحد بالسعر الذي أحدده. يجب علي دائمًا أن أخفض السعر وإلا لن تتم الصفقة.” ويضيف متسائلاً: “لماذا عندما يذهب الشخص إلى مركز تجاري كبير أو محل معروف يدفع السعر المطلوب دون تردد، بينما هنا يصر على المفاصلة على مبلغ بسيط قد لا يتجاوز الدينار أو الدينارين؟”
يشير التجار إلى أن هامش الربح في محلاتهم الصغيرة غالبًا ما يكون ضئيلاً جدًا، بالكاد يغطي التكاليف التشغيلية المتزايدة. يوضح تاجر آخر: “إيجار المحل الصغير قد يصل إلى 20 دينارًا يوميًا، بالإضافة إلى رواتب الموظفين التي قد تصل إلى 25 دينارًا، وفواتير الكهرباء وغيرها من المصاريف. نحن بالكاد نحقق ربحًا بسيطًا من كل زبون، وفي كثير من الأيام لا نتمكن حتى من تغطية التزاماتنا.”
ويعرب التجار عن قلقهم من تأثير هذه الثقافة على استدامة أعمالهم، خاصة في ظل المنافسة الشديدة من المحلات الكبيرة وتلك التي تعتمد سياسة “حرق الأسعار” لبيع كميات كبيرة من البضائع بأسعار منخفضة جدًا. يتساءل أحد البائعين بغضب: “ماذا يستفيد هؤلاء الذين يبيعون بالجملة بأسعار بخسة؟ إنهم يدمرون السوق لأنفسهم ولغيرهم من أصحاب المحلات الصغيرة الذين لا يستطيعون منافسة هذه الأسعار.”
يختم التجار حديثهم بالتأكيد على أن سوق البيع والشراء في الأردن أصبح يعاني من سياسات “الحرق” التي تهدد وجود المحلات الصغيرة وتجعل من الصعب عليها تحقيق أرباح معقولة تضمن استمرارها. ويأملون في تغيير هذه الثقافة وتقدير الجهد والتكاليف التي يتحملها أصحاب هذه المشاريع الصغيرة.
اترك تعليقاً