مع اقتراب نهاية شهر رمضان وقرب اعلان دائرة الإفتاء موعد عيد الفطر المبارك، تتجدد الجدلية حول موعد أول أيام عيد الفطر، إذ تحمل هذه الجدلية أبعادًا علمية ودينية وشعبية، بين معطيات الفلك، ومعايير الفيزياء، وقرارات الإفتاء.الفلك: رمضان ثلاثون يومًا والعيد الإثنين الجمعية الفلكية الأردنية قالت إن رؤية هلال شهر شوال بعد غروب شمس يوم السبت 29 مارس 2025 غير ممكنة، سواء بالعين المجردة أو باستخدام الأجهزة البصرية مثل التلسكوبات والمناظير، وذلك في الأردن وكامل العالم الإسلامي.ورغم توقعاتها، إلا أنها أشارت بأن ليست الجهة المخولة بإعلان العيد وهو من اختصاص مفتي عام المملكة الأردنية الهاشمية ومجلس الإفتاء والبحوث والدراسات الإسلاميةأكد فيزيائيون أن عيد الفطر قد يكون الأحد في حال تم رصد الهلال بتلسكوب مزود بكاميرا.أوضح الفيزيائيون أن الرؤية ستتطلب استخدام تلسكوب مزود بكاميرا (CCD)، إذ تتيح هذه التقنية إمكانية رصد الهلال، وبالتالي سيتحقق شرط الرؤية وفقًا للمعايير الشرعيةأما المرجع الحاسم في الأردن، فهو دار الإفتاء التي تعتمد في إعلان العيد على رؤية الهلال بالعين المجردة أو باستخدام الوسائل البصرية.أكد مفتي عام المملكة، أحمد الحسنات،، أنه لا يوجد أي اتفاق بشأن صيام شهر رمضان 29 يوماً أو 30 يوماً.وقال الحسنات إن هذا القرار لا يتعرض لأي ضغوط سياسية داخلية أو خارجية، فهو قرار شرعي فقط، وتكون العهدة فيه على الشرعيين، مجلس البحوث والدراسات الإسلامية.وأضاف أن قرار موعد عيد الفطر يتم اتخاذه من قبل أعضاء مجلس الإفتاء، وعددهم 11 عضواً، ممثلين داخل المجلس، حيث يقومون بدراسة المعطيات العلمية والفلكية، ويتم أخذ نتائج الجهات الرصدية التي تُرسل من مختلف مناطق المملكة.وأشار الحسنات إلى أنه بعد دراسة المعطيات وتداول الرأي، يتم الوصول إلى موعد عيد الفطر السعيد.كما أكد مفتي عام المملكة أن قرار تحديد موعد عيد الفطر في الأردن هو قرار مستقل ولا تتبع فيه أي دولة أخرى، مشيراً إلى أنه لدى الدائرة طريقة في إثبات رؤية الهلال لا يعترض عليها أحد .وأوضح أنه إذا تمت رؤية الهلال في الأردن أو في دولة مجاورة، وكانت هذه الرؤية مقبولة علمياً وفلكياً، فسيتم حينها إعلان بداية الشهر.وبين الحسنات أنه ليس من مهمة الفلكيين تحديد بداية الأشهر شرعياً، مشيراً إلى أن مهمتهم هي تقديم المعلومات التي لديهم للإفتاء.هذه الاختلافات تُدخل المجتمع الأردني في حيرة، خاصة مع اختلاف موعد العيد بين الدول،لتضج وسائل التواصل الاجتماعي وتظهر التساؤلات، ويظهر انقسام غير معلن بين من يُقدّم العلم، ومن يتمسك بالرؤية الشرعية، ومن يبحث عن توافق يُنهي هذا الجدل السنوي.وتبقى جدلية موعد العيد بين الفلك والفيزياء والإفتاء، قائمة ليومنا هذا
اترك تعليقاً