استعاد الصحفي الأردني نشأت الحلبي ناشر موقع نبأ الأردن ذكريات مؤثرة عن والده الراحل وشغفه الكبير بكرة القدم، وكيف كانت هذه الرياضة محفزًا للحظات عائلية بهيجة. في مقال له ووصف الحلبي كيف كان والده، وهو عسكري في سلاح الهندسة الملكي، يأتي فجأة من المعسكر ويصطحبهم مسرعين لحضور مباريات كرة القدم في ستاد عمان الدولي، دون سابق إنذار.
“لم تكن مجرد حدث عادي، إنها رحلة إلى ستاد عمان الدولي”، كتب الحلبي مستحضرًا تلك الأيام التي كانوا ينتظرون فيها سيارة والدهم العسكرية “الكونتنتال” ذات “الإشارة” الزرقاء على جانب الطريق الرئيسي في الرصيفة.
وكشف الحلبي عن ميول والده الكروية، فعلى الصعيد المحلي كان يشجع نادي الرمثا بحماس، أما عربيًا، فكان يعشق المنتخب العراقي. واستذكر الحلبي يومًا خاصًا توجهوا فيه إلى ستاد عمان، ليكتشفوا أن المباراة ستجمع بين الأردن والعراق. نظرت إلى أبي بحزن فذلك صراع كروي بين بُطين قلبه الأيمن، والبُطين الأيسر! عبّر الحلبي عن صعوبة هذا الموقف على والده، الذي كان يشعر وكأن الأردن يواجه الأردن.
وحاول الحلبي فهم سر هذا الحب العميق من والده الأردني للعراق، مؤكدًا أنه لم يكن مدفوعًا بأي انتماء سياسي أو أيديولوجي. “لم يكن أبي بعثياً.. ولا ناصرياً.. ولا شيوعياً.. ولا يسارياً.. ولا ‘غيره’.. لم يكن إلا أردنياً، محباً للعراق، فقط.. هذا هو توجهه ‘السياسي’.. الحب، ولا شئ غيره”.
وكشف عن مدى تعلق والده بحارس مرمى منتخب العراق الأسطوري رعد حمودي، لدرجة أنه أطلق اسم “أبو رعد” على شقيقه الأصغر والأقرب إلى قلبه قبل زواجه. وتابع الحلبي وصف مشاعر والده المتضاربة أثناء مباريات الأردن والعراق، قائلاً: “بين الهدف والهدف، كان يخفق قلب أبي، بل يَتَقَطّع بين الأردن والعراق حتى أنني كنت أشفق عليه.. أحسب أنه كان يتمنى دوماً أن تنتهي مباريات الأردن والعراق بـ ‘التعادل’!”
واختتم نشأت الحلبي ذكرياته برسالة واضحة في هذه المناسبة، مؤكدًا على عمق العلاقة بين الشعبين الأردني والعراقي: “مناسبة هذه ‘الذكريات’ لأنني أردت أن أقول : بين الأردن والعراق، إحذروا الأيادي الخبيثة واللئيمة التي تريد إشعال نارٍ بين شعبين لم يكونا يوماً إلا نَفَساً واحداً في رئة واحدة، فلا تعطوهم فرصة ‘قطع النَّفَس’!”، مشددًا على ضرورة الانتباه من محاولات بث الفرقة والفتنة بين البلدين الشقيقين.
اترك تعليقاً