انتقد الدكتور رامي الحباشنة، أستاذ علم الاجتماع في جامعة مؤتة، حالة “البرزخ الاجتماعي الطويل” التي تعيشها المجتمعات، مشيراً إلى الانشغال المبالغ فيه بقضايا هامشية وتجاهل القضايا المصيرية التي تواجه الأمة وقال في مقاله :-
البرزخ الإجتماعي الطويل
تليسكوب من أجل ” الهلال” وعيون جاحظة عميت عن كل ” المآسي” .
نعم إن الطريق الى جهنم الاجتماعي محفوف بالنوايا الطيبة ، وقد علمنا سقراط أن هناك ثلاثة مرتكزات للإقناع و هي العقلانية و المصداقية و العاطفة ، لكن الطيبين من فواعل اجتماعيين أضافوا لمرتكزات سقراط ” العدمية” بمعنى يمكن أن نتحدث ونحلل وننشر ونتصارع على موضوع بلا مضمون أو ثابت ويأخذ ما يشاء من الوقت دون مبرر دون سبب دون نتيجة دون فائدة .
إجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي خلال آخر يومين منشورات تتعلق بإمكانية رؤية هلال شوال من خلال التليسكوب أم لا وكأن فارق العيد بين الأحد والاثنين يعني الإنتقال لدى البعض نحو مرحلة مصيرية وكل ما في الأمر أن سماحة قاضي القضاة سيظهر مساء التاسع والعشرين مدليا ببيان من دقيقة واحدة بأن غدا المتمم أو عيد الفطر المبارك وكفى الله مواقع التواصل الاجتماعي شر القتال ، لكن الحمد لله على رفاهية الوقت ومساحات التعبير والتغييب الذي أحدث كل هذه الضجة على ” الثابت” وكل هذه الغيبوبة على ” المتحرك” بكل جسد الأمة من تقطيع وتدمير وجوع وحرق وخرائط وحدود جديدة واضح بالعين المجردة لمن وعى وتدبر .
نحن محللوا الثلج و المنخفضات و الأهلة والعطل الرسمية وتعليق الدوام و رياضات القدم واليد واللسان ، نعم اللسان الذي يستثمر ببراعة تنفصل عن براعة العقل كما يراد له حتى أطلق علينا الجابري رحمه الله لقب ” الحكاؤون” كل قضية تتحول الى ” قصة وحكاية” تدخل في معادلة ” الأفيون ” كما أطلق عليه ماركس لكنه لدينا من نوع إجتماعي يصعب ضبطه أو قوننته أو إدراجه في نظام العقوبات لأننا جميعا شركاء به وكل مستفيد على طريقته لترك الدائرة تدور بشكل مفرغ يشي للمشارك بأن الأمر أكبر منه ” وهي جاي علي” .
متعب جدا ذلك الجهد الذي يحتاجه الإنسان للتأكد من أن الطائرة العسكرية الأمريكية الجديدة لها من الميزات والسيطرة والتكنولوجيا ما يفوق لذة معرفة أثر خدش مشاعر جمهور رياضي شقيق بنظامه السياسي السابق أو اللاحق ..والأمم تتقدم بضخامة أو ضآلة الأهداف الكبرى لديها والواقع لا يحتاج تحليل ولا تفسير رفعت الأقلام وجفت الصحف .
اترك تعليقاً