في ظل استمرار التصعيد العسكري والوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، شهدت شوارع القطاع تظاهرات شعبية غير مسبوقة شارك فيها الآلاف من الغزيين، مطالبين حركة حماس بالخروج من غزة. ورفع المتظاهرون شعارات تندد بالحرب المستمرة، معبرين عن رغبتهم في إنهاء المعاناة المستمرة منذ سنوات، وطالبوا بقيادة جديدة تعيد الأمل بحياة أفضل.تأتي هذه الاحتجاجات في وقت يشهد فيه القطاع حالة من الغموض السياسي والاقتصادي، وسط دمار واسع النطاق وانقطاع مستمر للخدمات الأساسية. ويبدو أن صبر السكان قد نفد، حيث لم تعد الدعوات للتهدئة والصلح تُسمع فقط من الخارج، بل باتت تصدر من قلب الشارع الغزي نفسه.وفي مقابلة أجريت مع أحد المشاركين في التظاهرات، قال بحرقة: “أنقذونا من حماس، نريد أن نعيش بسلام مثل باقي شعوب العالم. لا نريد مزيداً من الحروب ولا مزيداً من الدمار. كفى!”هذه الكلمات تعكس تحوّلاً في المزاج العام داخل غزة، حيث بدأت الأصوات التي كانت تُقمع سابقاً تطالب علناً بالتغيير. فالناس باتوا يطمحون إلى مستقبل مختلف، خالٍ من العنف والانقسام، مستقبل تُبنى فيه المدارس بدلاً من الأنفاق، وتُفتح فيه المستشفيات بدلاً من مراكز إطلاق الصواريخ.الرسالة التي حملتها هذه التظاهرات كانت واضحة وصريحة: الشعب في غزة يريد وقف الحرب، ويريد حياة كريمة، ويريد أن يُسمع صوته بعد سنوات من الصمت والخوف. كما توجه المتظاهرون بنداءات إلى المجتمع الدولي للضغط من أجل حماية المدنيين، ودعم حقهم في اختيار قيادة جديدة تعبّر عن طموحاتهم، بدلاً من أن تجرّهم إلى المزيد من المآسي. إنها صرخة من الداخل، من قلب المعاناة، تطالب بالحرية والكرامة والسلام.
اترك تعليقاً