+
أأ
-

د عبدالهادي القعايدة يكتب : لمن يسألون عن الجيش،،،

{title}
بلكي الإخباري


هو البذرة الطاهرة من الثورة العربية الكبرى التي نبتت في بِطاح مكّةَ لتحرر الأرض والإنسان من ويلات الاتحاديين واستبدادهم بالعرب، وتُعيد لهم مجدهم التليد بعد أن أفلت شمس العروبة من قرونٍ خلت، فانطلقت خيول فرسانه لتستنهِضَ همم العرب وتُحيي آمالهم التي أصابها الخذلان والقنوط.
هو الذي روت دماء أبطاله أرض فلسطين بما أتاهم الله من قوة ورباط حتى زاحمت أضرحتهم زيتونها وتينها، فترى الشمس تشرق من ضريح عبد الله المؤسس بعد أن تسلّم على رتل شهداء جيشه ورفات جنوده لتقول: من كمثلهِ لهُ في القدس شهيد أو جريح أو ضريح!
هو الذي ما حادَ يوماً عن طريق الحق والرحمة والإنسانية؛ تراه يحفظ العرض ويصون الأرض ويكّرم الإنسان، لا يعرف النهب ولا يتقن السلب، أو الخطف، يدافع برجولة ويواجه بشرف ويحمي ببسالةٍ ويقاتل بإقبال، أول المُلبيين وأصدق المحاربين، عروبي النشأة والهدف والتكوين، بوصلته الحق، وقبلته سياج الوطن، وله منذ أوّلهِ وصلٌ في فلسطين.
هو بطل الكرامة وفارسها؛ أعدّ ما استطاع من بسالة ورجالٍ تحزموا بعقيدة الحق، وقف الملك والجند وتقاسموا الخندق والبندقية والهدف فأحيا آمال الأمة، وخابت مطامع الصهاينة ولجم هدفه الغاشم وأحبط مساعيه، لنرى أردن اليوم؛ قبلة العرب والإنسانية أنىّ داهمهم داهم أو طالهم ضيم.
هو الذي من جنده ملائكة رحمةٍ ورسل سلامة، تربض منذ ربع قرن وأزيد في فلسطين؛ في رام الله وجنين وغزّة ونابلس تداوي وتسعف وتمسح الأسى وتقدم الدواء والدماء تبرعاً ونجدةً بلا منّة أو انتظار شكرٍ.
هو الذي كَسَرَ حِصار غزّة بطائراته؛ حلّقت محملة الغداء والدواء في لحظة صمت العالم أجمع وعجزه وتردده، بقيادة جلالة الملك وولي عهده، لتعزز صموده شعبها البطل وتساندهم وتشدُ من أزرهم.
هو من يحمي هذا الثرى الطهور الذي لطالما آثر على نفسه رغم خصاصة ظرفه وإمكاناته إلا أنّ يكون_ بركة أرضه وحكمة قيادته الهاشمية _ نصير الحق والعدل، والمتسع لكل من ضاقت عليه الأرض وخاف على العرض وطلب السلامة في المال والأهل.
هو الأردن بيت العرب وملاذهم، وقدره أن يعيش على أرضه بعضٌ ممن يجحد دوره وينكر فضله ويتناسى تضحياته، ويشكك في مؤسساته الأمنية الوطنية التي تحرسه وتحرس الوطن؛ ليظل الأردن القلعة المنيعة التي تتحطم على أطرافها أحقاد الجاحدين.
هو الجيش العربي رمز الفخر ومصنع الرجولة هو الأصدق قولاً وفعلاً والأنقى محبةً.