+
أأ
-

المحامي حسام الخصاونة يكتب:مع غزة بقلوبنا وعقولنا… فهل الإضراب هو الطريق؟”

{title}
بلكي الإخباري





المحامي حسام حسين الخصاونة عضو المكتب السياسي للحزب الوطني الإسلامي





بالرغم من كل ما قدّمناه لأهلنا، فإننا نُدرك دائمًا أننا مقصرون، ونبذل ما في وسعنا، حكومةً وشعبًا وقيادة، للوقوف إلى جانبهم في محنتهم. لقد كنّا وما زلنا على العهد، لم نتوانَ لحظة عن الدعم، فهم في قلوبنا وعقولنا ووجداننا.وفي هذا السياق، لا بد أن نُشير إلى أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، كان وما زال في طليعة الدول العربية المدافعة عن قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية. فالدور الأردني لم يكن يومًا صامتًا أو حياديًا، بل كان ثابتًا وشجاعًا في كل المحافل الدولية، نصرةً للحق الفلسطيني ورفضًا للظلم والاحتلال.ومع تصاعد الدعوات للإضراب، يبرز تساؤل مشروع: ما الذي يمكن أن يضيفه هذا الشكل من الاحتجاج إلى الجهود المبذولة؟ هل الإضراب وسيلة ضغط فاعلة؟ وهل ما سنقدمه من تضحيات إضافية سيعود بفائدة ملموسة على أهلنا هناك؟ أم أننا نضغط على أنفسنا دون تحقيق أثر مباشر؟كما لا يمكن إغفال البعد الاقتصادي في هذا النقاش؛ فاقتصادنا الوطني يواجه تحديات كبيرة، وأي توقف في عجلة الإنتاج أو تراجع في النشاط التجاري والخدمي ينعكس سلبًا على قوت المواطن وفرص العمل ومستوى المعيشة. فالإضراب، رغم نُبل نواياه، قد يُضاعف من الضغوط الاقتصادية على المواطن الأردني البسيط، دون أن يُغير شيئًا في موازين القرار الدولي أو في مواقف الاحتلال.لذا، نحن بحاجة إلى وقفات ذكية ومستدامة، تُراعي المصلحة الوطنية، وتعزز من صمود الاهل ، دون أن تُنهك جسد الاقتصاد الوطني المنهك أصلًا، وبما يواكب الدور الريادي الذي يضطلع به الأردن قيادةً وشعبًا في الدفاع عن قضايا الأمة.