في زمنٍ تتكالب فيه الأزمات على الأوطان، ويضيق الخناق على الشعوب من كل جانب، يخرج علينا من يروّج للعصيان المدني كحلٍ سحري، وكأن الفوضى ستُنبت خبزاً، أو كأن تعطيل مؤسسات الدولة سيشفي جراح المواطن! دعونا نكون واضحين: الأردن ليس مسرحاً لتجارب هواة السياسة ولا لحسابات المزاودين.
العصيان المدني في بلد مثل الأردن، بتركيبته الحساسة وموقعه الجيوسياسي المشتعل، ليس نزهة احتجاجية، بل مقامرة بأمن الناس، واستقرار الدولة، ولقمة الفقير. من يدعو إليه إمّا أنه لا يعرف خطورة ما يقول، أو يعرف تماماً ويسعى لهدف أخطر: زعزعة الثقة، وتمزيق النسيج، ودفع البلد نحو المجهول.
نعم، لدينا مطالب مشروعة، وهموم مزمنة، ولكن الردّ على ذلك لا يكون بتخريب المؤسسات، ولا بإغلاق الشوارع، ولا بتعطيل الحياة. من يحب الأردن، لا يطعن خاصرته وقت الشدة. ومن يحمل هَمّ الإصلاح، فالميدان مفتوح لمن أراد البناء لا الهدم، ولمن أراد الفعل لا التحريض.
العصيان المدني؟ لا، شكراً. نحن نختار الوعي لا الفوضى، نختار الوطن لا الشارع، نختار أن نُصلح من الداخل لا أن نحرق البيت بمن فيه.
من أراد أن يصرخ فليصرخ بالحكمة لا بالفوضى و من لا يرى أن العصيان هو خيانة للأرض و الشعب فهو أعمى عن الحقيقه .
اترك تعليقاً