اكدت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كوفيد- 19مازال يتحور وينتشر بوتيرة أسرع وعلى نحو أعنف في شتى أنحاء الإقليم، مصحوبًا بما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على الصحة العامة.
وبينت المنظمة في مؤتمر صحفي عقد عن بعد للحديث عن وضع كوفيد- 19 في إقليم شرق المتوسط ، أن 132 بلدًا حول العالم أبلغ عن اكتشاف المتحور دلتا، منها 15 بلدًا في إقليم شرق المتوسط ، ولا يزال المتحور دلتا ينتشر بسرعة، وسرعان ما سيصبح متحوّرًا سائدًا على الصعيد العالمي.
واشارت الى أن الإحصاءات المتعلقة بأثر المتحور دلتا صادمةٌ حيث بينت الدراسات إلى أن خطر احتجاز المصابين بالمتحور دلتا في المستشفيات يزيد بنسبة 120% في المتوسط على خطر احتجاز المصابين بالسلالة الأصلية، كما أن خطر الوفاة يزيد بنسبة 137% في المتوسط ، والأمر الأكثر إثارة للقلق هو خطر الدخول إلى وحدة العناية المركزة، فالمصابون بالمتحور دلتا تزيد احتمالية دخولهم العناية المركزة بنسبة 287% في المتوسط.
ومن ناحية أخرى، هناك عدد قليل من بلدان الإقليم تشهد ارتفاعًا كبيرًا في حالات الإصابة والوفيات بسبب المتحور دلتا، ومعظم حالات الإصابة والوفاة التي أُبلِغ عنها كانت في صفوف غير الحاصلين على اللقاح، ولذلك تزداد الأهمية البالغة لحصول جميع البلدان على جرعات كافية من اللقاحات بسرعة، وحصول الأشخاص على اللقاح في أقرب فرصة تتاح لهم.
وأكدت المنظمة أن أهم طريقة للسيطرة على الانتشار السريع للمتحور دلتا وغيره من المتحورات الأخرى هي الحفاظ على التدابير الوقائية المُثبَتة لحماية أنفسنا وغيرنا، ومنها الحصول على اللقاح مع الاستمرار في الوقت نفسه في الحفاظ على التباعد البدني، وارتداء الكمامات، وغسل اليدين، وتجنب الأماكن المزدحمة، وتأجيل جميع التجمعات الاجتماعية ، كما ان تكثيف جهودنا لتوسيع نطاق الحصول على لقاح كوفيد-19 وتوفره خطوةً مهمةً أخرى، لا سيما في بلدان الإقليم ذات الدخل المتوسط والمنخفض، مبينة ان هناك تفاوتا مقلقا في توزيع اللقاحات، في ظل تأثر بلدان كثيرة في إقليمنا تأثرًا شديدًا بهذه الجائحة.
ومن الجدير بالذكر انه تم إعطاء 132 مليون جرعة من اللقاحات في جميع أنحاء الإقليم، ولكن لم يحصل على اللقاح كاملاً سوى 44 مليون شخص وبنسبة (5.9%) من سكان الإقليم. كما أن 41% من جميع جرعات اللقاحات أُعطيت في ستة بلدان ذات الدخل المرتفع التي يعيش فيها 6% فقط من إجمالي سكان الإقليم.
وتجدر الإشارة إلى أن منظمة الصحة العالمية تدعم حاليًا إنتاج اللقاحات محليًّا من خلال إنشاء مركز تكنولوجي إقليمي من شأنه أن يُسهل نقل منصات التكنولوجيا، بما فيها منصة تكنولوجيا « Messenger RNA «.
وبينت انه إذا لم يزداد نطاق التغطية باللقاحات بشكل مُنصف للجميع في كل مكان، سوف يستمر الفيروس في الانتشار والتحوُّر، وهو الأمر الذي من شأنه أن يزيد من صعوبة احتوائه، ويؤدي إلى حدوث مزيد من الإصابات والوفيات.
وقالت ان الخبر السار هو أنه من المتوقع وصول مزيد من جرعات اللقاحات إلى إقليمنا في الشهر المقبل، كما أننا نعمل مع البلدان على التأكد من جاهزيتها لتلقي هذه اللقاحات وطرحها، وكذلك التأكد من توعية المجتمعات المحلية بفوائد اللقاحات بوصفها أداة رئيسية مُنقذة للحياة تكفل حمايتهم من كوفيد-19.
واشارت الى الوضع في تونس حيث قالت: تابعنا جميعًا الوضع عن كثب في تونس التي تواجه تصاعدًا مفاجئًا وضخمًا في عدد الحالات والوفيات. ويتسبب المتحور دلتا في أكثر من 90% من جميع حالات العدوى المُبلَّغ عنها في مختلف أنحاء تونس، وهو ما يزداد مدفوعًا بانخفاض مستوى الالتزام بتدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية، فضلاً عن انخفاض التغطية باللقاحات.
يشار إلى أن إقليم المتوسط ابلغ عما يقرب من 12.6 مليون حالة إصابة بكوفيد-19 وأكثر من 236 ألف حالة وفاة حتى 31 تموز الماضي.
كما تم الإبلاغ عن 363 ألف حالة إصابة و4300 وفاة جديدة أسبوعيًّا في المتوسط على مستوى الإقليم خلال الأسابيع الأربعة الأخيرة، وهو ما يُشكل زيادة بنسبة 67% في عدد الإصابات و24% في عدد الوفيات مقارنةً بالشهر السابق.الدستور