الإعدام الناعم للخريجين القدامى جيل ما قبل التسعين في الأردن !

علم الفلسفة يبحث عن الحقيقة خلف ستار الأحداث. وفي المشهد الاجتماعي الأردني، تلوح ظاهرة "الإعدام الناعم" لجيل الخريجين من مواليد ما قبل التسعينات.
فهي تصفية مدنية بطيئة عبر سحب حقهم في المشاركة الاقتصادية بإيقاف تعيينهم في الدوائر الحكومية.
الدولة هي العقد الاجتماعي الأسمى للعيش الكريم. لكن اليوم، تتحول إلى كيان يمارس القتل البطيء عبر أدواته البيروقراطية. قرار وقف التعيين ليس إداري ، بل هو إعلان بأن طاقات هذا الجيل عديمة القيمة. فالدولة تحول المواطن من شريك إلى عبء إحصائي.
الإهمال الممنهج هو الشكل الأكثر مكر للضرر. هذا الجيل، الذي ضحى سنوات في الانتظار، يُغلق الباب في وجهه بسياسات لا تعترف بأقدميته.
الدولة اليوم تفكك العلاقة التبادلية بين الجهد والجزاء. يترتب على هذا الإقصاء فقدان الكرامة، والشعور بالعجز، وهو شكل من أشكال القتل البطيء للروح.
هذا الإعدام الناعم هو اغتيال للذاكرة المؤسسية للدولة الأردنية. هذا الجيل يحمل خبرة سنوات العمل الصعبة والمعرفة الأساسية للمؤسسات وتهميشه يعني قطع الجذور الخبراتية وإضعاف البنية الإدارية للدولة على المدى الطويل. فالكفاءة لا تقاس بسنوات الميلاد فقط، بل بتراكم الخبرة.
حرمان جيل كامل من حقه في التعيين هو ذروة الظلم. لا يمكن أن تستقيم فلسفة الدولة الحديثة بالاعتماد على التمييز العمري. ويجب إعادة دمج شاملة وكريمة تعترف بقيمة خبرتهم وتوجههم نحو القطاعات المناسبة لنضجهم.
الدولة التي تقتل أبناءها ببطء عبر الإهمال الإداري فقدت بوصلتها الأخلاقية. ويجب على صناع القرار أن يدركوا أن الإعدام الناعم لجيل هو انتحار بطيء لمستقبل الوطن بأكمله. لا يمكن بناء الأردن القوي بجيش من الخريجين المهمشين.

















