+
أأ
-

م. عبدالله الفاعوري:يكتب.. تَاجُ اَلْوَقَارِ يَحْفَظُ اَلدِّيَارَ

{title}
بلكي الإخباري
بِحَمْدِ اَللَّهِ - وَرِعَايَتُهُ وَفَضْلُهُ عَلَيْنَا أَنْ جَعَلَنَا فِي هَذَا اَلْوَطَنِ نَتَرَفَّعُ بِدِينِ اَلْإِسْلَامِ وَسُنِّيَّةً اَلنَّبِيِّ اَلْهَاشِمِيِّ مُحَمَّدْ صِلْ اَللَّهَ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، هَذَا اَلدِّينِ اَلَّذِي يَعْتَبِرُ رُكْنَ أَسَاسٍ فِي رِفْعَةِ اَلْأُرْدُنِّ وَأَمْنِهِ وَاسْتِقْرَارِهِ ، وَهَذَا اَلدِّينُ يَدْعُونَا لِعِبَادَةِ اَللَّهِ اَلْوَاحِدِ اَلرَّازِقْ اَلْخَالِقِ ، وَخَيْرَ عِبَادَةٍ لِلَّهِ تَكْمُنُ بِتِلَاوَةِ كِتَابَةِ وَحِفْظِهِ فِي اَلصُّدُورِ وَالْعَمَلِ بِهِ فِي مَنَاكِبِ اَلْأَرْضِ لِمُوَاجَهَةِ كَافَّةِ اَلتَّحَدِّيَاتِ وَتَحْقِيقِ اَلْعُلُوِّ وَالرِّفْعَةِ اَلْمَنْشُودَةِ . إِنَّ جَمِيعَ اَلْأَفْرَادِ فِي هَذَا اَلْوَطَنِ عَلَى اِخْتِلَافِ مَوَاهِبِهِمْ وَمَدَارِكِهِمْ اَلْحِسِّيَّةِ وَمَلِكَاتِهِمْ اَلنَّفْسِيَّةِ وَتَخَصُّصَاتِهِمْ اَلْأَكَادِيمِيَّةِ ، يُؤَكِّدُونَ وَيُرَسِّخُونَ دَوْرَ اَلتَّنْشِئَةِ فِي دَوْرِ تَحْفِيظِ اَلْقُرْآنِ اَلَّذِي يَعُودُ عَلَى اَلْفَرْدِ نَفْسَهُ فِي اَلدَّرَجَةِ اَلْأُولَى وَمَا يَنْعَكِسُ مِنْ آثَارٍ عَلَى مُجْتَمَعِهِ وَقَرْيَتِهِ وَوَطَنِهِ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى . إِنَّ اَلْعَلَمَ اَلْحَدِيثَ بِدِرَاسَاتِهِ اَلْمُتَوَاصِلَةِ لِكُلٍّ صَغِيرَةٍ وَكَبِيرَةٍ لَمْ يَغْفُلْ اَلْبَحْثُ عَنْ أَثَرِ كِتَابِ اَللَّهِ عَلَى مُسْتَوَى قُدُرَاتِ اَلْفَرْدِ اَلشَّخْصِيَّةِ ، وَمِنْ هَذِهِ اَلدِّرَاسَاتِ ؛ دِرَاسَةً اَلْجَارُوشِيَّة عَامَ 2013 م فِي اَلرِّيَاضِ فِي اَلْمَمْلَكَةِ اَلْعَرَبِيَّةِ اَلسُّعُودِيَّةِ اَلَّتِي بَحَثْتُ عَنْ أَثَرِ حِفْظِ اَلْقُرْآنِ اَلْكَرِيمِ عَلَى قُدُرَاتِ اَلْفَرْدِ عَلَى اَلْمُسْتَوَى اَلْعِلْمِيِّ وَالِاجْتِمَاعِيِّ وَمَهَارَاتِ اَلْفَرْدِ اَلْقِيَادِيَّةِ وَقُدْرَتِهِ عَلَى حَلِّ اَلْمُشْكِلَاتِ حَيْثُ أُجْرِيَتْ اَلدِّرَاسَةُ عَلَى مَا نِسْبَتُهُ 700 طَالِبٍ وَطَالِبَةٍ مِنْ حَفَظَةِ كِتَابِ اَللَّهِ وَقُورِنَتْ مَعَ اَلطُّلَّابِ وَالطَّالِبَاتِ اَلَّذِينَ لَا يَحْفَظُونَ كِتَابُ اَللَّهِ ؛ فَكَانَتْ اَلنَّتِيجَةُ أَنَّ اَلطَّلَبَةَ اَلَّذِينَ يَحْفَظُونَ كِتَابُ اَللَّهِ يَمْتَلِكُونَ قُدْرَةٌ أَكْثَرُ عَلَى اِكْتِسَابِ اَلْعَلَمِ بِدَرَجَاتٍ عَالِيَةٍ وَبِوَقْتٍ وَجِيزٍ كَمَا يَمْتَلِكُونَ اَلْمَهَارَاتُ اَلْقِيَادِيَّةُ وَالْقُدُرَاتُ عَلَى حَلِّ اَلْمُشْكِلَاتِ . وَهَذِهِ اَلدِّرَاسَةُ هِيَ جُزْءُ يَسِيرُ مِنْ دِرَاسَاتٍ أَثْبَتَتْ جَدْوَى حِفْظِ اَلْقُرْآنِ وَتَأْثِيرِهِ اَلْإِيجَابِيِّ عَلَى مَهَارَاتِ اَلْفَرْدِ اَلشَّخْصِيَّةِ وَمِنْهَا دِرَاسَاتٌ اَلشِّرَارِي عَامَ 2008 م وَالْمغَامْسِي عَامِ 2004 م وَغَيْرِهَا . فَالْقُرْآنُ اَلْكَرِيمُ وَتُعَلِّمُهُ هُوَ تَاجُ وَقَارٍ يُعَزِّزُ مُوَاطِنَةَ اَلْفَرْدِ وَوَلَائِهِ وَانْتِمَائِهِ لِوَطَنِهِ ، لِأَنَّ اَلْقُرْآنَ اَلْكَرِيمَ هُوَ بَحْرُ مِنْ اَلْمَفَاهِيمِ وَالْمُصْطَلَحَاتِ وَالْقِيَمِ اَلنَّبِيلَةِ اَلَّتِي يَتَغَذَّى مِنْهَا اَلْفَرْدُ لِيُصْبِحَ عُضْوًا فَاعِلاً فِي قَرْيَتِهِ وَفِي مُجْتَمَعِهِ وَفِي وَطَنِهِ اَلْأُرْدُنَّ ، يَذُودَ عَنْهُ مِنْ هَجَمَاتِ اَلْأَعْدَاءِ وَيُضَحِّي بِالْغَالِي وَالنَّفِيسِ لِيَحْمِيَ وَطَنَهُ اَلْغَالِيَ ، إِنَّ اَلْإِنْسَانَ مَا هُوَ إِلَّا جُمْلَةَ اَلْقِيَمِ اَلَّتِي يَأْخُذُهَا مِنْ قِرَانِهِ اَلْكَرِيمِ وَتَحُثُّهُ عَلَى حُبِّ وَطَنِهِ ، فَانْعِدَامُ اَلْقِيَمِ بِتَضْيِيقِ تَعْلِيمِ اَلْقُرْآنِ هُوَ اِنْعِدَامٌ لِلْإِنْسَانِ اَلْفَرِيدِ اَلَّذِي يَمْتَلِكُ مَهَارَاتٍ مُتَمَيِّزَةً يَحْتَاجُهَا اَلْوَطَنُ .
م . عَبْدُ اَللَّهْ اَلْفَاعُورِي