+
أأ
-

الحلقة الثالثة … من حوارات نيويورك ( لجنة حماية الصحفيين )

بلكي الإخباري

كتب الصحفي عبدالسميع الدردير






نافذة غرفتي بالطابق السابع عشر، في مانهاتن، ترى إعلانات ميدان التايمز Times Square الشهير .. أفلام هوليود والمحطات الإخبارية العملاقة أضفت زخما كبيرا على التايمز سكوير لتحفره في أذهان أكثر من ربع سكان الكوكب.. الإعلان الملتصق بالمباني الشاهقة المطلة على التايم سكوير هنا يعد الأغلى في العالم، رغم صغر مساحة الميدان.. آلة الدعاية في بلاد العم سام بتعمل من الحبة قبة.. على حواف الميدان، اختراع مصري أصيل.. إنها عربات الهوت دوق التي أدخلها المصريون في عاصمة المال والأعمال الأمريكية وجلبوا عليها عمالة لا تجيد من الإنجليزية سوى أسماء البضاعة.. تعد ساندويتشات ال Lamb لحم الخروف الأكثر شهرة..
التقطت جدول الأعمال أتصفحه أمام الإعلانات الدعائية المبهرة، لتقع عيني على لجنة حماية الصحفيين CPJ في أول اجتماع مهني بنيويورك ويمثلها شخص عربي من اصول مصرية فيما يبدو.. صباح اليوم التالي، بدأ الإجتماع بحضور ممثل وزارة الخارجية الأمريكية وزميلة أمريكية اسمها سارا.. ردد مسؤول الخارجية نفس الجملة التي قدم بها منظمة العفو الدولية: CPJ is one of the most reliable source to the US Department of State لجنة حماية الصحفيين من أهم مصادر وزارة الخارجية الأمريكية.. شرعت سارا مباشرة في استعراض نشاط اللجنة مستعرضة أول صفحة إلكترونية تضم صورة الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي ثبت مقتله في سفارة السعودية بتركيا، لتجد سارا مقاطعة من زميل سعودي متسائلا عن صورة الزميلة الفلسطينية شيرين أبو عاقلة المغدور بها على يد الإحتلال في فلسطين.. بادرت سارا قائلة: "نعم نعم .. معك كل الحق.. صورة شرين في الصفحة التالية.. انظر،، هاهي".. متأخرا عن موعده، انضم إلينا المصري ش م منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمقدمة عن مؤسسته:"لجنة حماية الصحفيين لديها مؤشر لأسوأ دول العالم في سجن وقتل الصحفيين وتحتل مصر المرتبة الثالثة في هذا المؤشر، بعد الصين وميانمار، لحبسها نحو ٢٥ صحفيا.. والصحفي هنا ليس بالضرورة أن يكون عضوا في نقابة الصحفيين أو حتى كاتبا منتظما في الصحف".. قالت زميلة من فلسطين: لماذا لا يوجد لكم مندوب على الأرض في معظم الدول العربية وخاصة فلسطين.. الإحتلال سجن وقتل عشرات الصحفيين.. خمسون صحفيا قتلهم الإحتلال.. جاء رد ش م :"موازنتنا السنوية ثمانية ملايين دولار وعددنا فقط خمسون زميل فلا نستطيع تغطية كافة الدول العربية"..
قلت: زميلي ش م، ذكرت أن الصحفي ليس بالضرورة أن يكون نقابيا أو كاتبا في صحيفة، ومن ثم فأنت تعتبر نحو مائة مليون مصري يكتبون على وسائل التواصل صحفيين، أليس كذلك؟!.. وتعريجا على ما ذكرته زميلتي بأن الإحتلال قتل خمسين صحفيا فلسطينيا، فلماذا لم تدرج الكيان الصهيونى على قائمة أسوأ دول العالم في انتهاك حقوق الصحفيين؟؟.. المفاجئة في رد ش م أنه أخذ يدافع عن كيان الإحتلال بضراوة، قائلا:" اولاد عمنا لم يسجنوا صحفيين كما حدث في مصر.. اسرائيل لم تصادر حرية التعبير كما في مصر ولم تفصل ولم تشرد صحفيين كما فعلت مصر..










قلت: "زميلي العزيز الكيان الذي تدافع عنه قتل خمسين صحفيا وفي مصر قوانين تمنع حبس الصحفيين في قضايا النشر!.. في الختام، خرج الإجتماع عن السياق بتنصيب ش م نفسه مدافعا مغوارا عن الإحتلال..
قلت لمسؤولي الخارجية الأمريكية في أول اجتماع داخل مبنى الوزارة في واشنطن أنه يبدو أن هناك خللا في مطبخ اتخاذ القرار داخل الوزارة .. اليوم تأكد لي وجود هذا الخلل بعدما تعرفت أهم المصادر التي تعتمد عليها الخارجية الأمريكية.