+
أأ
-

الصباح الرقيق أنثى سقطت … سهوا في صيغة المذكّر

بلكي الإخباري






لا يمكن لهذه الرقة الزرقاء التي تقف في قميص نومها على شباك نعاسك كل صباح ان تكون بصيغة المذكّر ، ومن هذا الأحمق الذي " لطش " الصباح من عقر دار أنوثته ، ورسم له شاربين كشاربي سلفادور دالي ، وزجّه في عالم الذكورة عنوة ؟
الصباح أنثى ؛ يملك من رقة الندى ما يسقط عنه وزر التذكير ، يشرق حنونا من قميص نوم أزرق ، يتقاسم أزرقه بالعدل بين زرقة السماء وزرقة البحر ، ويفيض غنجا حين يفضّ بكارة يومك بالنعنع في فرشاة أسنانك .
الصباح ؛ هو روحنا الطازجة ، التي تستيقظ فينا كل صباح ، لتكتب بقلم الكحل : الأنثى التي تغفو فينا ، وتنظف " بالأستون " طلاء الأظافر عن مخالب الوحش الذكوري الذي ينهش تاء التأنيث الساكنة فينا ، ويذكّرنا بنون النسوة التي فرضنا عليها بيت الطاعة في " الحرملك " الذي حوّل أجمل ما فينا من روعة الى " عورة " .
الصباح هو دلع المرحومة " الصبوحة " الذي " يا امي طل من الطاقة " و"الغاوي الذي نقّط بطاقيته " وقال لنا بشفتين منفوختين " بالسيلكون : صباحو ! في صباح مبني للمجهول ،وهو وقار فيروز الذي يشرب حنيننا في " قهوة على المفرق "و يأخذنا الى " شوارع القدس العتيقة " التي " عَتقنا " هرما ونحن نحدّق بخبر عاجل من " العندليب " ، لنعود الى حينا الذي " يتبرطع " به افيخاي ادرعي ، و"ينط " كغراب في صباحنا ليقدم لنا التهنئة بقدوم شهر رمضان " الفديل " .
الصباح أنثى؛ تهذّب الديك فينا ، الذي ينتف ريش دجاجاته كل يوم ، ليكون على رأسه ريشة المذكر، يتمختر حول قن الحريم بشاربي العقيد ابو شهاب ، وله نصيب دجاجتين من البيضات ، و"يتفذلك " في الفيس بوك عن حقوق المرأة .
الصباح أنثى سقطت سهوا في صيغة المذكّر .





الكاتب خالد عيسى