+
أأ
-

شرف ابو رمان : عذرا يا أبي … الآن عرفت قيمة الأرض التي حافظت عليها

بلكي الإخباري

قال السيد شرف ابو رمان في ادراج له عبر الفيسبوك وتحت عنوان عذرا يا أبي :-





لا أعلم مالذي أصابني فجأة في الرغبة للعودة إلى الأرض؛ إلى الزراعة التي لم اعمل بها يومآ.. نتيجة ضغط حياتي اليومي والتزاماتي الوظيفية..





منذ فترة قليلة؛ عدت للأرض، بزراعة كميات بسيطة قد لا تكفي وجبة إفطار واحدة.. زرعت سابقا جرجير وفجل وبصل، واليوم فليفلة حارة وبيت نجان وخيار وفقوس.. ابتعدت متعمدا عن النعنع حتى لا أسقط في حوض النعنع وحتى ابتعد عن غمزات زوجتي ب ( يا بتاع النعنع)..





بدأت الزراعة؛ متحملا نكات بناتي ( مهي بكسة الخيار ب ليرة، قادمون يا أسواق الخليج، بابا سامح مول عامل عروض، حدا يشتريله كيلو فليفلة ويحطهم جنب الحوض مشان يحس ب الإنجاز)..حتى انتقادات والدي ان كمية الفجل التي وضعتها في حوض صغير تكفي لزراعة دونم ارض كامل؛ مما يعني فشلها مسبقا وإنني ساجد ورقا بلا ثمر..





لا انكر انني ضحكت معهم؛ واصبحت اتمتم معهم؛ مهي البكسة ب ليرة.. وهنا تذكرت تمتماتنا انا واشقائي عندما كان والدي قبل ثلاثة عقود أيضا يطلب منا ان نساعده، ونحن نقول في صوت مكتوم؛ مهي البكسة ب ليرة، ولكن الفجوة الجيلية اليوم واختلاف شكل العلاقة بين الاب وأبنائه؛ سمحت لبناتي بالمشاكسة العلنية؛ وحتى حنية صغيرتي سلمى مع ضحكة مكتومة خلص بابا انا بساعدك؛ وصياح زوجتي ( اتركوه بلكي صار مفيد بالمرة بالعمر)..





لكن في ظل ذلك، لم أشعر بالفرحة هذه والنقاء؛ اخيرا عرفت معنا الاقتراب من الأرض؛ وملامستها، عرفت كيف اتعامل مع عنصر نقيّ؛ لا يعرف الكيدية والحسد، ولا المؤامرات؛ بل ينتظر ان تعطيه.. ليعطيك؛ لا يؤخذ منك فقط؛ ويستغلك..





اجزم ان كمية ما حرقته من الدهنيات اليوم يوازي ما حرقته أشهرا في الجيم؛ حتى شعرت في الدوار وتابعت ( البحاشة) وانا اتمتم ( يا ولدي قد مات شهيدا… من مات فداء للفقوس)..





لا أعتقد أن مزروعاتي ستنجح في التجربة الأولى، لكن قلة خبرتي هي السبب وليست الأرض؛ فالارض تقدم لمن يعطيها ويعرف كيف يتعامل معها.. وليس من يؤذيها.. حتى وان حفرنا فيها؛ فهي تتقبل ذلك حبا ان كنا نعمل برقة وحنان.. وليس تذاكياً واستخفافا بها..





عذرا ابي، فقد عرفت بعد عقود قيمة الأرض التي حرص عليها.. وعرفت قيمة الصفاء بها.. و قيمة فلسفتها.. حتى لو لم تنتج..