خبير أمني : المخدرات اداة حرب فعلية دون قوات عسكرية

في رده على سؤال طرح عبر مجموعة بلكي نيوز جاء فيه لماذا تم تسليط الضوء موخراً على ملف المخدرات القادمة من سوريا إذا علمنا ان هذه الآفة موجودة وعابرة لحدودنا منذ سنوات ، حتى بلغ الأمر ان يتم تصنيعها محليا ؟وهل الظرف السياسي بالإقليم استوجب منا ذلك ؟ وهل يمكن ربط ما يحدث على الحدود الشمالية سياسيا مع ما يحدث في غزة ؟ ام ان الاهتمام غير المسبوق جاء بعد ضبط كمية ضخمة وعدد كبير من الأردنيين (ولن اذكر اماكن عملهم ) متورطين بعملية التهريب قبل حوالي سنتين ؟

اجاب الخبير الامني اللواء المتقاعد الدكتور عمار القضاة : - تسليط الضوء على قضية تهريب المخدرات بدأ في آخر ثلاث سنوات مضت كان بسبب ازدياد حجم إنتاجها في المناطق السورية بكميات غير مسبوقه،من خلال انتشار أماكن تصنيعها وتحديدا مادة الكيبتاجون وهي تركيبة بسيطة لا تحتاج إلى عمليات كيميائية معقدة بل سهلة التحضير وموادها الأولية متوفرة بكثرة وهذا ما يعكسه حجم الإنتاج.

واضاف القضاة ان ذلك جاء في ظل بداية قانون قيصر وقانون الكيبتاجون بهدف عزل سوريا عن محيطها وعدم إعادة ظمها إلى الحاضنة العربية ولتفكيك عصابات وميليشيات المخدرات فيها،ما أنشأ ظروف اقتصادية صعبة الجأت إلى الإعتماد على الإقتصاد الأسود المتحصل من إنتاج المخدرات .

وأردف : لا يوجد أي ربط ابدا بين ما يحصل في غزة وبين الغايات السياسية التي تدعم وترعى ميليشيات المخدرات،فالأسلحة التي يستخدمها المهربين -ايا كان نوعها- ضد قوات حرس الحدود إنما هي لفتح ثغرات في الحدود وقتل أفراد حرس الحدود الأردنية لاستكمال عمليات التهريب. وأرى انه إضافة إلى هدف المهربين ومن يرعاهم من الحصول على أموال تجارة المخدرات،فإن المشهد لا يخلو من أهداف سياسية وعقدية عابثة بالمكون الأردني وأمنه القومي، لا سيما ان هناك ميليشيات إيرانية على الحد الأردني داعمة لميليشيات التهريب، ومن الجانب الأردني الشرقي نعم هناك حواضن اردنية قليلة، لها اتصالاتها مع العصابات في سوريا ،ومتعاونه معها وشريكة ،وهي التي تستلم ما ينجح تهريبه ويصل إلى الداخل الأردني.جميعهم معروفين وجرى التعميم عليهم وملاحقتهم قضائيا وامنيا.
المخدرات هي أداة حرب فعلية بدون قوات عسكرية، وتحدث دمار نفسي واجتماعي وتحصد أرواح-وهو ما يحدث الآن في ٤٨ ولاية امريكية- بعد تهريب مادة الفنتانيل عبر المكسيك إلى تكساس والتي تقتل ١٢٠ الف امريكي سنويا.