التربية والتعليم ... اهتمام ودعم ملكي وخطط إصلاح وتطوير مستمرة

شهد قطاع التربية والتعليم اهتماما ملكياً كبيرا خلال مسيرة امتدت 25 عاما، حيث كان للتوجيهات الملكية والمتابعة المباشرة من جلالة الملك الدور الكبير في تطوير التعليم والانتقال به إلى مستوى يتوافق مع التطورات العالمية المعاصرة وتلبية حاجات سوق العمل.وجاء مشروع التحديث الاقتصادي برؤية مستقبلية ثاقبة وشاملة للقطاعات كافة، ومنها قطاع التربية والتعليم حيث تم البدء بمشروعات طموحة لتطويره وتحسينه لتحقيق مخرجات تعليمية تنسجم مع اقتصاد المعرفة، وتوفير الدعم اللازم لتجهيز بيئات تعليمية مناسبة تتميز بالجودة.وقال أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية الدكتور نواف العجارمة إن قطاع التعليم والعملية التربوية حظيت بالرعاية الملكية السامية باعتبارها محورا مهما في مسيرة التنمية الشاملة.وأضاف إن جلالة الملك عبد الله الثاني يولي التعليم أقصى اهتماماته من حيث رسم السياسات العامة التي من شأنها أن تؤطر لمرحلة متقدمة في مسيرة التعليم، والاستثمار في العنصر البشري.وبين أن الوزارة عملت على تحقيق الرؤى الملكية من خلال إنجازات سنوية تتضاعف في كل عام، مشيراً إلى امتلاك الأردن نظاما تربويا منافسا في مجتمع المعرفة العالمي عن طريق تنفيذ خطط التطوير التربوي لقطاع التعليم وحركات الإصلاح التربوي في المراحل المختلفة، بالإضافة إلى تطوير السياسات التربوية لتنفيذ الخطط الاستراتيجية الخاصة بتطوير العملية التعلمية التعليمية بعناصرها جميعًا.وأشار إلى ان وزارة التربية والتعليم أولت اهتماما كبيرا في رفع كفايات المعلمين والمعلمات والإداريين والإداريات والقيادات وتنمية مسارهم الوظيفي، من خلال إعداد وثائق التنمية المهنية التي تمثلت في إعداد معايير التنمية المهنية للمعلمين، ومعايير التنمية المهنية للتخصصات المساندة، ومعايير التنمية المهنية للإداريين، ومعايير التعليم المهني للتخصصات المهنية ما قبل BTEC.وبين انه من أبرز انجازات الوزارة إعداد برنامج الدبلوم المهني قبل الخدمة، إذ تم تحويل البرنامج من دبلوم مهني إلى دبلوم عالي واعتماده من مجلس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها، وكذلك برنامج الدبلوم المهني قبل الخدمة للمعلمين المستجدين من خلال الجامعات الحكومية (2021-2022)، بالإضافة إلى تنمية قدرات المعلمين والاداريين من خلال تدريبهم على برامج متنوعة.وأضاف أن من إنجازات الوزارة كذلك العمل على تطوير امتحان الثانوية العامة من خلال مشروع تطوير الثانوية العامة الذي يهدف إلى توزيع العبء الدراسي للامتحان على عامين مما يخفف من التوتر والضغط النفسي على الطلبة وأوليائهم، ولتكون دراسة الطالب مرتبطة بقبوله الجامعي بحيث يختار الطالب – ضمن حقول– مباحث تتسق مع التخصص الذي يرغب بدراسته في الجامعة، ويشمل التطوير أيضًا آليات عقد الامتحان بهدف رفع جودة الأوراق الامتحانية وتسهيل إجراءات عقد الامتحان من خلال بناء بنوك أسئلة للمباحث المختلفة ومراكز امتحانيه محوسبة.وذكر العجارمة أن إنجازات إدارة التعليم المهني والإنتاج جاءت بناءً على توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، التي تؤكد على الاهتمام بالتعليم المهني وتطويره، وحرصًا على تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي ومبادراتها وأولوياتها التي تعكس توجهات جلالة الملك نحو السير في تنفيذ الأنشطة الإجرائية التي تخدم مصلحة الوطن والمواطن وتولي أهمية لامتلاك الطلبة المهارات اللازمة واكتساب الخبرات العملية وتطبيق المشاريع التعليمية والإنتاجية التي تدفع عجلة التنمية إلى التقدم والازدهار وتحسن من مستوى معيشة الفرد ورفع مستوى الدخل الفردي ودعم الاقتصاد الوطني تلبيةً لحاجات سوق العمل ومتطلباته.بدورها، أشارت أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية الدكتورة سحر الشخاترة إلى أنه ومنذ تسلم جلالة الملك عبد الله الثاني سلطاته الدستورية، حظي قطاع التعليم بدعم متواصل ومتابعة مباشرة من جلالته، إيمانا منه بأن التعليم تنعكس آثاره بشكل مباشر في التنمية الاجتماعية والاقتصادية المستدامة.وقالت إن الوزارة عملت على تنفيذ العديد من البرامج لتحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية (2016-2025)، ورؤية الأردن (2025) وأهداف التنمية المستدامة، إضافة إلى برامج الجاهزية الالكترونية لتمكين الكوادر البشرية في المستويات الإدارية المختلفة من استخدام التكنولوجيا وتوظيفها بالشكل الأمثل، وكذلك التركيز على مكونات التعليم الرئيسية ومنها التعليم المبكر وتنمية الطفل، وتعزيز الكفاءة المؤسسية، ومهارات العاملين، والمعلمين في مرحلة رياض الأطفال وتعزيز المشاركة المجتمعية لمواجهة الانخفاض في نسب الالتحاق بهذه المرحلة.وبينت أن حجم الانجازات التي تحققت العام الماضي يعكس مدى حرص الوزارة في تنفيذ وتطبيق الرؤية الملكية في تحسين الواقع التعليمي في مدارس المملكة.كما أوضحت أن الوزارة قد تسلمت عددًا من مشاريع إنشاء وصيانة المباني المدرسية خلال العام الماضي، اذ بلغ عدد المدارس المستلمة حوالي (27) مدرسة تضم (387) غرفة صفية، في حين بلغت عدد مشاريع الإضافات إلى المدارس حوالي (35) مشروعا تتضمن (280) غرفة صفية، إضافة إلى إنشاء حوالي (79) غرفة صفية لرياض الاطفال.من جانبه أكد الخبير التربوي الدكتور محمود مساد أن الهاشميين آمنوا أن الانسان الأردني هو الأغلى ورأس المال البشري الذي تقوم على كفاياته وقدراته العالية نهضة الدولة وتطورها ومنعتها وازدهارها.وأشار إلى أن هذا ما عبرّ عنه جلالة الملك عبدالله الثاني منذ توليه سلطاته الدستورية، إذ قالها بصراحة ووضوح في جميع كتب التكليف السامية للحكومات المتعاقبة، وتابعها بنفسه أحيانا كثيرة، وعقد الاجتماعات مع المعنيين بمسؤوليات هذا القطاع من أجل مناقشة خططهم التطويرية التي تطال إعداد الإنسان وتمكينه في كل من التعليم العام والعالي.واضاف أن ما كتبه جلالته في أوراقه النقاشية وبالذات الورقة النقاشية السابعة ما يقترب من خطة إجرائية تضمن حال التطبيق الحصيف ما يرقى إلى إعداد جيل مفكر يمتلك الشخصية المتوازنة المبدعة المتشربة للقيم المحلية والعالمية المرغوبة، القادر على استشراف المستقبل ومواجهته بالمعرفة والمهارات والتحصين الكفيل بالانتقال بالأردن إلى مرحلة الدولة المدنية العادلة، التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة في أجواء من الاستقرار والأمان في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كافة.وقال لقد دعم جلالته النظام التربوي والتعليمي في كل ما يلزمه من إرادة سياسية، وموازنات مالية، واستشارات تربوية عالمية من خبراء ودول متقدمة ناجحة في الغرب والشرق.وأوضح أنه لابد للحكومات من أن تعيد النظر بالمعايير والعمليات التي تحكم اختيار الموارد البشرية القيادية والإدارية والتدريسية، وتضبط إيقاع التعلم وبيئاته الحاضنة، مع تفعيل مبدأ المساءلة والشفافية مقابل المسؤولية في كل موقع ومهمة، وذلك من أجل تحقيق طموحات جلالته وتوجيهاته السامية.


















