عاجل / رأي لبلكي نيوز / تنظيم الإخوان المسلمين في الأردن وسياسة فرد العضلات

:
بعد إقرار الالتزام بالمواعيد الدستوري للانتخابات النيابية القادمة بدأت حركة الإخوان المسلمين في الأردن كعادتها بالاستثمار بدماء الشهداء والاشلاء والمكلومين في قطاع غزة وتوظيفها سياسيا لأهداف انتخابية لا علاقة لها من قريب أو بعيد بأي شكل من أشكال التضامن مع الأهل في فلسطين المحتلة.
تشكيك وتخوين للموقف الأردني الرسمي وتشويه لصورة الوطن وصورة المقاومة واهدافها النبيلة وهتافات مذهبية وفصائلية وتحريض وتخوين وتجييش غير مبرر في فترة صعبه يمر بها الوطن وتمر بها المنطقة هذا هو ديدن الإخوان المسلمين وتاريخهم الطويل بتوظيف الدين الإسلامي خدمة لأعداء الأمة وخدمة للمصالح الحزبية الانتهازية الضيقة.
لماذا صمت الإخوان طوال فترة الحرب والمجازر في الفترة السابقة في حين بدأوا اليوم باشعال الساحات من خلال خطابهم التحريضي وما هي الرسائل التي يريدون ايصالها!؟
تعيدنا هذه التساؤلات إلى ما يسمى بالربيع العربي الذي أسهم فيه الإخوان بإنجاز تاريخي لمصلحة أمريكا وإسرائيل ودول الاستعمار القديم حين قدموا الأمة على طبق من خراب على ملحمة دموية من خلال إشعال الحروب الأهلية والدعوات للجهاد ليقتل المسلم أخيه المسلم في مذبحة تاريخية روجت لها قنواتهم ومنابرهم واقبيتهم فكانت تلك المرحلة شاهدا على مخططات هذا التنظيم العبثي الذي لا يملك مشروعا لبناء دولة بالمنطق الاقتصادي والسياسي بل يملك خطابا عنوانه تجريف الوعي وحرف بوصلة الصراع.
لقد تعامل الأردن وما زال بأكثر منحنيات التعاطف مع هذا التنظيم الخطير الذي تم حظره في معظم الدول العربية في حين يقابل هذا الموقف الرسمي الأردني في كل مرة بحالة من الغدر والتمرد من قبل تنظيم الإخوان الذي ما برح ينتظر الفرصة المناسبة للضغط على هذا الوطن ومؤسساته من أجل الإملاء عليه في المحاصصة وتحقيق المكتسبات الحزبية من خلال زعزعة الأمن الاجتماعي وضرب بنية السلم الأهلي…. الخ
الرسالة للإخوان المسلمين ان يتقوا الله بأنفسهم وبهذا الوطن وان ينظروا بعين النقد والنقد الذاتي إلى انجازاتهم في سوريا وليبيا والعراق والى المجاعات التي خلفوها في تلك الدول بعد أن قوضوا مفهوم الدولة وضربوا البنية التحتية وقتلوا الإنسان وحرقوا البشر والحجر بالتعاون مع حلف شمال الأطلسي ودول الاستعمار ونقول لهم أيضا بأن الدفاع عن فلسطيين لا يكون عبر بوابة الخطاب الفصائلي بل من خلال تشكيل جبهة وطنية شعبية مساندة للموقف الدبلوماسي الأردني المتقدم .
للشعب الأردني نقول بأن تجارب الماضي كفيلة بأن تقدم لنا حقيقة الرؤية الناضجة لقراءة المشهد والأهداف لكل من يبحث في هذه الحراك العاطفي تجاه القضية الفلسطينية وما يقدمه ابنائها من تضحيات فعلينا ان نعي بأن هناك من يستثمر عواطفكم الصادقة لغايات تحسين شروط تفاوضه من أجل الانتخابات والمكتسبات الحزبية الضيقة.
للدولة الاردنية نقول جهودكم مباركة وعلى رأسها جهود جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين والمطلوب أيضا المزيد من التصعيد ضد هذا العدو ومراجعة كل الاتفاقات بهدف الضغط باتجاه إيقاف هذه الحرب الهمجيه على الإخوة في فلسطين واسكات الأصوات الانتهازية التي تسعى للمتاجرة بقضية فلسطين.


















