+
أأ
-

ما سر تمسك القاهرة بـ SU-35 الروسية رغم رفض واشنطن

{title}
بلكي الإخباري

بلكي نيوز





لا تزال صفقة طائرات سوخوي 35 التي حصلت عليها القاهرة، يلفها الغموض، إذ تعد مصر الدولة الوحيدة بعد الصين التي تحصل على هذا النوع من المقاتلات الروسية.





وكشفت مصادر عسكرية لموقع "الحرة" عن أسباب إصرار القاهرة على امتلاك هذه المقاتلات الجوية رغم المعارضة الأميركية لها.





ومن شأن هذه الصفقة، التي ترى فيها القاهرة إضافة نوعية لسلاح الجو المصري، التأثير على العلاقات المصرية الأميركية، إذ تحصل القاهرة على مساعدات عسكرية سنويا من واشنطن.





وكان مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية حذر، في نوفمبر الماضي، مصر من عواقب الصفقة، وقال: "كنا شفافين جداً مع المصريين وأكدنا لهم أنهم إذا امتلكوا أسلحة روسية مثل سوخوي -35 فهذا سيعرضهم لخطر فرض عقوبات عليهم ولخسارة موقعهم كحليف إقليمي وهم يعلمون ذلك".





وفي حال أصرت مصر على إبرام صفقة المقاتلات الروسية مع موسكو، فإن ذلك قد يجعلها عرضة لفقدان 1.3 مليار دولار قيمة المساعدات العسكرية التي تتلقاها سنويا، بالإضافة إلى خسارة موقعها كحليف للولايات المتحدة.





ويقول مصدر عسكري يعمل في القوات الجوية المصرية إن مصر وأميركا تربطهما علاقات استراتيجية هامة، وأن إثارة مثل هذه الأمور في هذا التوقيت يثير الشكوك.





فأميركا وقفت مع مصر في قضية سد النهضة وغيرها من القضايا الملحة في المنطقة التي تتلامس مع قضية الأمن القومي المصري، وفق ما يقول المصدر.





ويضيف هناك ضغوط أميركية بفرض عقوبات بموجب قانون كاستا في حال تمسكت القاهرة بالصفقة، لذا لا ضرورة لإثارة مثل هذه الأمور في هذا التوقيت وانتظار حتى يتم الانتهاء من الصفقة كاملة.





ووفقا لمصادر عسكرية وإعلامية، فأن القاهرة تسلمت 5 طائرات من طراز سوخوي 35 من أصل 24 مقاتلة من المفترض أن يتم تسلمها لروسيا لمصر حتى 2024.





وتقول المصادر إن الطائرات قد اقعلت من مطار نوفوسيبيرسك تولماتشيف دون أي لوحات أو علامات تدل على هوية الدولة المستقبلة للمقاتلات، باستثناء أرقام على ذيل الطائرة من 9210 حتى 9214، وقدرت هذه الصفقة التي تمت بين القاهرة وروسيا بحوالي ملياري دولار.





وتخوض القاهرة تحديات أمنية وتحولات سياسية كبرى، فقد أعلنت عن خط أحمر داخل الأراضي الليبية، وهو مدينة سرت والجفرة، وتعهدت القاهرة بالتدخل عسكريا في ليبيا في حال تم تجاوز الخط.





وأعلنت إثيوبيا تجاوزها لاتفاقية المبادئ لعام 2014، وقامت بملء سد النهضة، والذي كانت قد توسطت في قضيته الولايات المتحدة والبنك الدولي.





"الشراكة تحجب العقوبات"

ويرى مستشار كلية القادة والأركان عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، اللواء محمد الشهاوي، إن القاهرة وموسكو تعاقدتا على تزويد مصر بـ 24 طائرة سوخوي 35، في إطار تعزيز القدرة القتالية للقوات المسلحة المصرية.





ويوضح أن السوخوي مقاتلة متعددة المهام وذات قدرة فائقة على المناورة وتنتمي إلى الجيل الرابع (4++) ويصل مداها إلى 4500 كيلو متر، ويمنحها هذا المدى القدرة على الوصول إلى الأهداف البعيدة دون التزود بالوقود أو الحاجة للتزود به جوا.





وأوضح الشهاوي أن مقاتلات سوخوي يمكن تزويدها بالصواريخ المتوسطة وبعيدة المدى وصواريخ جو-جو بعيدة المدى، وهو ما يؤمن لها التفوق النوعي في حالة القتال الجوي، وهي مقاتلات ذات دقة عالية في إصابة الهدف ولها قدرة على المناورة في الجو.





ويؤكد الشهاوي أن اعتراض أميركا على صفقة السوخوي من روسيا هو مجرد غضب الدولة الأولى في سوق السلاح، بعد أن اتجهت مصر إلى روسيا كمنافس لأميركا في إنتاج وبيع الأسلحة.





وأشار الشهاوي إلى أن "الشراكة الاستراتيجية بين مصر وأميركا، لن تدفع واشنطن إلى فرض أي عقوبات أو قطع أي علاقات بين البلدين، غير أن لمصر قرارها السياسي المستقل، وليس لأميركا أن تعترض خاصة وأن الأخيرة قد منعت عن مصر بعد 30 يونيو 2013، قطع غيار طائرات أف-16، وأعطت أوامرها لإيطاليا بعدم مد مصر بأي قطع غيار أخرى لطائراتها، ورغم ذلك لا يزال هناك تنسيق بين مصر وأميركا".





أما الخبير الاستراتيجي سمير راغب، فيرى أن سياسية التسليح لأي دولة تعتمد على تحديات الأمن القومي والعداوات التي تواجهها، سواء حالية أو مستقبلية، وكذلك تأمين مصالحها الحيوية ومياهها الاقتصادية.





ويؤكد راغب علي أن أميركا أمدت مصر منذ معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل بالسلاح الكافي، مثل طائرات أف-4 فانتوم، وأف-16، وميراج 2000، ولكن توقفت إصداراتها من الثمانينيات و التسعينيات.





ورفضت الولايات المتحدة أن تمد مصر بـ أف-15، منذ التسعينيات حتى الآن، بالإضافة إلى حظر تصدير مقاتلات أف-22 الشبحية، وتمنع أميركا تصدير أي طائرات منها خارج أميركا، فيما تصدر أف-35 لإسرائيل فقط في منطقة الشرق الأوسط.





"الأقرب للأف-22"

وأكد راغب أن مصر تبحث عن الطائرات المقاومة للجيل الرابع لحماية لأمنها القومي، وطائرات سوخوي 35 تحديدا، وهي المناسبة لمصر لتقليل الفرق بينها وبين دول إقليمية في المنطقة، بالإضافة للتحديات الجديدة في الغرب والشرق وحماية الأمن القومي المصري في البحر الأحمر جنوبا وشرق المتوسط شمالا.





وأضاف راغب أن طائرات سوخوي من طائرات التفوق الجوي والسيادة الجوية، ولا يعني امتلاك مصر لها استغناءها عن 1500 طائرة حربية متنوعة من دول أخرى.





كما أوضح الخبير الاستراتيجي سمير راغب، أن مصر ليست دولة معادية، فهي تحصل على السلاح من كل دول العالم دون الإخلال بالأمن والسلم الدوليين بل تساهم في استقرار المنطقة ومكافحة الإرهاب، وانسياب حركة التجارة البحرية بين الشرق والغرب وتأمين منابع الطاقة.





فيما يري اللواء علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة المصرية السابق، إن طائرات سوخوي هي الأكثر تطورا، لما تحمله من مقطع راداري أصغر وهي الأكثر أمانا في تنفيذ الأهداف، والعودة مع تحقيق إصابة الهدف بدقة.





وتضمن هذه الطائرات لمصر سيادة جوية تستطيع السيطرة بها على مجال المعركة. وامتلاك مصر لهذه الطائرات يؤكد على إصرار مصر على تنوع مصادر السلاح الخاص بقواتها الجوية حتى لا يؤثر على القرار الوطني واستقلاله، وفق عزالدين.





في الوقت نفسه، تتردد أخبار حول تحركات داخل الكونغرس الأميركي من 17 عضوا خاطبوا وزير الخارجية ووزير الدفاع الأميركي للتحرك ضد رغبة القاهرة في الحصول على طائرات سوخوي 35 الروسية.





كما يحاول هؤلاء دفع الرئيس الأميركي دونالد ترامب نحو تطبيق "قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات"، المعروف اختصارا باسم "كاتسا" (CAATSA) وفرض عقوبات على النظام المصري.