مخطط لاغتيال القس برونسون.. زعيم عصابة تركي يفجر "قنبلة" وأنقرة ترد

أشعل زعيم عصابة تركي، مسجون في الأرجنتين، عاصفة نارية بعدما قال إن مسؤولي الحكومة التركية جندوه لقتل السجين السياسي السابق القس الأميركي أندرو برونسون.
وصرح سيركان كورتولوس، 38 سنة، لشبكة فوكس نيوز من السجن: "حتى قبل محاولة الانقلاب، بدأ المسؤولون يتحدثون عن برونسون بأنه جاسوس يدعم الإرهاب. وبعد الانقلاب الفاشل عام 2016، أرادوا مني أن أجد من يقتله وألقي باللوم على أتباع غولن".
وتم توقيف كورتولوس في يونيو 2020 في العاصمة الأرجنتينية بوينس آريس، بعد صدور مذكرة من الإنتربول في 2016، وهو يواجه مجموعة من التهم تتراوح من الجريمة المنظمة إلى صفقات الأسلحة غير المشروعة.
ونفى متحدث باسم السفارة التركية في واشنطن مزاعم كورتولوس، ووصفها بأنها "هراء كامل" و "ملفقة لخلق قاعدة زائفة لطلبه اللجوء في الأرجنتين"، بينما اعترف كورتولوس بأنه يدير عصابة عنيفة في مدينة إزمير الساحلية على بحر إيجة، وأكد أنه كان يغسل الأموال تحت إشراف الرئيس الإقليمي للعصابة أحمد كورتولوس، العضو في حزب العدالة والتنمية.
ملف استخباراتي
وكان برونسون قد احتل عناوين وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم بعد فترة وجيزة من اعتقاله في إطار حملة التطهير التي أعقبت الانقلاب الفاشل في تركيا في عام 2016 في إزمير، حيث كان يقيم هناك منذ حوالي 20 عامًا وشغل منصب قس كنيسة القيامة في إزمير، وتم اتهامه بالتجسس و"العلاقات الإرهابية" مع جماعة غولن.
وقامت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات شديدة على أنقرة أودت بالعملة التركية حتى تم إطلاق سراح القس في أكتوبر 2018.
وقال كورتولوس: "بعد محاولة الانقلاب، أنشأ المسؤولون ملفًا استخباراتيًا عن برونسون شاركوه معي، وطلبوا مني العثور على شاب، شخص متدين سيضحي بنفسه من أجل الأمة"، وأكد أن الخطة كانت تهدف إلى اغتيال القس المسيحي بقصد إلقاء اللوم على حركة غولن، والتي تعتبرها أنقرة حركة إرهابية.
وبحسب شهادة السائق الشخصي وحارس الأمن لأحمد كورتولوس، الذي قٌتل في مايو 2019، في محمكة أزمير في 18 أغسطس الماضي، تم بالفعل إنشاء ملف برونسون وحراسته عن كثب من قبل الرئيس الإقليمي آنذاك، وإن الرئيس الإقليمي للعصابة عقد مقابلة فعلا مع سيركان كورتولوس، وبحضور أعضاء من حزب العدالة والتنمية.
وأضاف رئيس العصابة أن أنقرة كانت ترغب من قتل القس أن تصنف واشنطن حركة غولن حركة إرهابية، وقال إنه كان يماطل في تنفيذ المهمة لأنه لا يريد أن يتورط في أي شيء يتعلق بقتل أميركي، وأكد أنه بينما لم يُعرض عليه مبلغ محدد من المال لتنفيذ مؤامرة الاغتيال، إلا أن علاقاته المالية كانت مستمرة.
علاقة مزدهرة
من جانبه، قال القس برونسون إنه تابع القصة منذ ظهورها في الأرجنتين، وأشار إلى أنه لا يعرف ما إذا كان كورتولوس يقول الحقيقة، إلا أنه لا يتفاجأ في كلتا الحالتين".
وأضاف "هناك الكثير من المؤامرات والمكائد في هذا الجزء من العالم وقد أصبحت رجلاً مكروهًا في تركيا من قبل عامة السكان نتيجة لحملة دعائية ضدي"، وتابع " أتوقع أن يكون هناك أشخاص أرادوا قتلي في ذلك الوقت".
وأوضح كورتولوس، الذي بدأ حياته في إدارة وكالة سيارات وإدارة مجمع رياضي محلي، أنه في عام 2013 تعرف على أعضاء برلمان حزب العدالة والتنمية من خلال صديق مشترك، نظرًا لأنه كان بإمكانه الوصول إلى أعداد كبيرة من الشباب عبر المنشأة الرياضية، قام القادة السياسيين بتمويله لتشكيل عصابة غير رسمية يمكن استدعاؤها لرعاية مصالحهم عند الحاجة.
وأشار إلى أن عضوة في البرلمان جندت عصابته لضرب شخص، والاعتداء على صحفي، وأن علاقته مع الحكومة كانت مزدهرة، وقال: "عندما تكون لدينا مشكلة مع الشرطة أو أي شخص آخر في الحكومة، لا يمكن المساس بنا. لقد كنا محميين ".
وأكد أنه كان يكسب ما بين 50 -100 ألف دولار في الأسبوع ويمكنه حشد 1000 شخص إذا لزم الأمر.
وذكرت تقارير صحفية إلى أن مكتب التحقيقات الفيدرالي فتح تحقيقا في مخطط اغتيال القس الأميركي، لكن المتحدث باسم المكتب لم ينف ولم يؤكد هذه التقارير.
















