الطراونه بين احتجاجين والدخان الأبيض الذي اقترب

بلكي الإخباري عز الدين مبيضين
يوم عين الاستاذ الدكتور اخليف الطراونه رئيساً للجامعة الأردنية نهض نفر من الاساتذة بدوافع شتى للحديث والقول أن الجامعة يجب أن تدار من أهلها، كان ذلك الصوت يعتبر جديداً وغريباً في تاريخ رؤساء الجامعات الذين غالباً ما كانوا ما يعينون من خارج جامعاتهم حدث ذلك في مؤتة واليرموك والهاشمية والطفيلة وآل البيت وفي الأردنية نفسها، لكن تلك التجارب لم يراها القائلون بأن الطراونه ليس من أهل الأردنية.
آنذاك صدرت بيانات طواها التاريخ وتغيرت قناعات البعض حين حدثت استدارة العقل وتذكر الجميع أننا في جامعة ولسنا في بلدية وان الجامعات التي تسعى للعالمية لا تضيق على قيادتها مهما كان موطنهم ونسبهم، وللأنصاف ثم أصوات اقتنعت بأداء الرئيس ووجدت فيه ما ليس كان يقال عنه وصارت فيما بعد جزئا من فريقه وصار بين الطرفين سفر من المودات والرفقة الطيبة وثمة من غادر بكيده وحسده وبقي هناك ثاوياً بحنقه.
ولم تحل تلك الوقفة بين الرئيس الطراونه وبين الانجاز في جامعة مثل الأردنية كانت آنذاك تخرج من حراك موظفيها بقرار مالي ارهقها وسيظل عبئا عليها وكان على الطراونه أن يلملم كل تلك الأعباء التي ورثها بسبب قرارات يرى البعض بأنها كانت غير حصيفة، وفعلا تم ذلك وزاد التدفق المالي للإيرادات حتى تضاعف اليوم بعد اربع سنوات، واليوم العجز المالي وصل للصفر.
لا يجب قرائة الطراونه في انجازه المالي وحسب، بل في حملة الابتعاثات والتحديث في البنية التحتية وفي كثافة النشاطات اللامنهجية للطلبة ومحافظة الجامعة على التـأثير في المستوى الثقافي الوطني والعربي، هنا نذكر خطاب الملك عبد الله فيها عن : من هو الأردني؟ والمواطنة. ونذكر زيارة الرئيس الهندي والوليد بن طلال ورئيس منظمنة الشفافية الدولية والعديد من الشخصيات والوفود ، صحيح أن بعضها كان مما يقتضيه العمل والوقت لكن في كثير منها كان هناك جهود كبيرة للرئيس الطروانه، الذي كان له يوم حدث الاعتداء الاسرائيلي الغاشم على الأقصى وحرق الطفل الشهيد محمد أبو خضير أن يقول كلمة الجامعة الأم بما يليق بها فرفع مستوى الجامعة لمستوى الطقس والشهادة وقال نحن هنا دون تردد ولتفتح الأبواب لأبناء القدس كما الأردنيين دون احتساب للأثر المالي، ولم يكن الموقف لشهوة إعلام ولا رغبة متسرعة، بل كان من روح عربية وغضبة خالصة لوجه القدس وأهلها، وهو ما جرّ عليه مؤاخذات البعض على القرار ولكنه مضى به إلى أقصى حد وما زال يطبقه.
العقبة كجامعة أصبحت تقوم بكاليفها اليوم وصار فيها نحو 1800-2000 آلاف طالب وها هي اليوم حقيقة راسخة تقابل جامعة ناشئة في العقبة لمن قالوا أن لا مستقبل للجامعات في العقبة!!
القرائة للطراونه في الأردنية يجب أن لا تظل مالية او في مستويات الجامعة بالتقدم في التصنيفات العالمية فهذا مهم، لكن المهم كم كتاب اهدت الجامعة لمدارس وكم من عمل تطوعي لشبابها عبر عمادة شؤون الطلبة وكم من مبادرة لطالب فقير وكم من حقيبة مدرسية ارسلت.
الطراونه اليوم وامام التجديد له، وبعد اربع سنوات من العمل، يدرك أنه اجتهد في الكثير، ومن يجتهد قد يخطئ، هناك من عمل معه ونجح واضاف انجازا للمؤسسة، وهناك من تجافت الكيمياء بينه وبينهم فظلت المٍسائل عالقة، وهناك من اغضبه وثمة من أفرحه بانجازه، وهناك من يسمعه كلاماً مشككاً بالكل، ولكنه رئيس لا يسمع من الغير عن الغير، والكلام لا يبقى إلا لثواني، ويغادر مع صاحبه في جامعة مليئة بالكراهيات الواعية.
امام احتجاج طلابي يسبق موعد الانتخابات الطلابية بقليل، وهذا صوت لم يغيب عن الجامعة وهو جزء من تاريخها المحترم لمن يرفضه ولا يحبه نقول: إن الجامعات لا تكتمل إلا بالعمل الطلابي المحترم، والرئيس يرحب بأي ممارسة ديمقراطية للطلبة شريطة أن تكون نظيفة ولا تتخطى أسوار الجامعة ولا تتخذ لها مرجعيات من الخارج، وهو القائل و"اجبي احمي الطلبة حين يكون حوارهم عبر المجالس ويكون احتجاجهم بالطرق السلمية وليس بغير ذلك".
اليوم تقارب رئاسة الطراونه على النهاية مع احتجاج طلابي مشروع على رسوم الدراسة، وقد امسك بالجامعة اربع سنوات وقد خف فيها العنف ودافع عنها وحماها من التدخلات وكان بوسعه أن ينتبذ مكانا ويؤلف ويصدر كتاب يضم رؤيته للتعليم العالمي وقد فعل ذلك،
لم يختبئ الطراونه وراء مجلس أو نفوذ عائلي، ظل منكافا للروتين والبيروقراطية وظل يحب ان يبقى الرجال بفريقه مع التجربة حتى تكتمل، ومن يغادر يغادر بالسقوط بالتجربة والاخفاق بالانجاز وهو يعي أن الناس قدرات وخبرات، هو يحترم من يخالفه بوعي لا لشهوة بلوغ جاء في غير أوانه، ويدافع عن المؤسسة وظل قريبا من الإعلام لا بل مكثرا منه، لكنه لم يقل أنا لست مسؤولا ولن اراجع قراري، وهذا ما حدث حين تم الحديث عن عطلة يوم الخميس وعاد للمؤسسة والاستطلاع والرأي، وهنا نقول هل من احد من رؤساء الجامعات تجرأ ليكشف خارطة طلابة الذهنية والمعرفية والثقافية غيره؟ ذلك ما اجاب عنه أول واوسع استطلاع طلابي اعلن عنه قبل شهرين وفيه كان من الحقائق المريبة التي لم يخفيها او ينتظر الطراونه "ألو" ليعلن عنها بل زود بها كل المسؤولين.
وظلت الجامعة معه وبفريق عريض من الباحثين في مقدمة جامعات الوطن والاقليم، والأهم أنها بقيت قبلة الأردنيين وتراثهم الجامعي الأول الذي سيرى الدخان الأبيض قريباً ليعلن الطراونه رئيسا للمرة الثانية، بكل ما فيه من حب لأهله وناسه وانتماء لوطنة وقدرة على اتخاذ القرار وصرامة في الحق وتواصل كثيف مع الطلبة والمجتمع ارهق من يعمل معه لأجله واتعبه صحيا أيضاُ وجعله يغيب كثيراً عن أبنائه.
يوم عين الاستاذ الدكتور اخليف الطراونه رئيساً للجامعة الأردنية نهض نفر من الاساتذة بدوافع شتى للحديث والقول أن الجامعة يجب أن تدار من أهلها، كان ذلك الصوت يعتبر جديداً وغريباً في تاريخ رؤساء الجامعات الذين غالباً ما كانوا ما يعينون من خارج جامعاتهم حدث ذلك في مؤتة واليرموك والهاشمية والطفيلة وآل البيت وفي الأردنية نفسها، لكن تلك التجارب لم يراها القائلون بأن الطراونه ليس من أهل الأردنية.
آنذاك صدرت بيانات طواها التاريخ وتغيرت قناعات البعض حين حدثت استدارة العقل وتذكر الجميع أننا في جامعة ولسنا في بلدية وان الجامعات التي تسعى للعالمية لا تضيق على قيادتها مهما كان موطنهم ونسبهم، وللأنصاف ثم أصوات اقتنعت بأداء الرئيس ووجدت فيه ما ليس كان يقال عنه وصارت فيما بعد جزئا من فريقه وصار بين الطرفين سفر من المودات والرفقة الطيبة وثمة من غادر بكيده وحسده وبقي هناك ثاوياً بحنقه.
ولم تحل تلك الوقفة بين الرئيس الطراونه وبين الانجاز في جامعة مثل الأردنية كانت آنذاك تخرج من حراك موظفيها بقرار مالي ارهقها وسيظل عبئا عليها وكان على الطراونه أن يلملم كل تلك الأعباء التي ورثها بسبب قرارات يرى البعض بأنها كانت غير حصيفة، وفعلا تم ذلك وزاد التدفق المالي للإيرادات حتى تضاعف اليوم بعد اربع سنوات، واليوم العجز المالي وصل للصفر.
لا يجب قرائة الطراونه في انجازه المالي وحسب، بل في حملة الابتعاثات والتحديث في البنية التحتية وفي كثافة النشاطات اللامنهجية للطلبة ومحافظة الجامعة على التـأثير في المستوى الثقافي الوطني والعربي، هنا نذكر خطاب الملك عبد الله فيها عن : من هو الأردني؟ والمواطنة. ونذكر زيارة الرئيس الهندي والوليد بن طلال ورئيس منظمنة الشفافية الدولية والعديد من الشخصيات والوفود ، صحيح أن بعضها كان مما يقتضيه العمل والوقت لكن في كثير منها كان هناك جهود كبيرة للرئيس الطروانه، الذي كان له يوم حدث الاعتداء الاسرائيلي الغاشم على الأقصى وحرق الطفل الشهيد محمد أبو خضير أن يقول كلمة الجامعة الأم بما يليق بها فرفع مستوى الجامعة لمستوى الطقس والشهادة وقال نحن هنا دون تردد ولتفتح الأبواب لأبناء القدس كما الأردنيين دون احتساب للأثر المالي، ولم يكن الموقف لشهوة إعلام ولا رغبة متسرعة، بل كان من روح عربية وغضبة خالصة لوجه القدس وأهلها، وهو ما جرّ عليه مؤاخذات البعض على القرار ولكنه مضى به إلى أقصى حد وما زال يطبقه.
العقبة كجامعة أصبحت تقوم بكاليفها اليوم وصار فيها نحو 1800-2000 آلاف طالب وها هي اليوم حقيقة راسخة تقابل جامعة ناشئة في العقبة لمن قالوا أن لا مستقبل للجامعات في العقبة!!
القرائة للطراونه في الأردنية يجب أن لا تظل مالية او في مستويات الجامعة بالتقدم في التصنيفات العالمية فهذا مهم، لكن المهم كم كتاب اهدت الجامعة لمدارس وكم من عمل تطوعي لشبابها عبر عمادة شؤون الطلبة وكم من مبادرة لطالب فقير وكم من حقيبة مدرسية ارسلت.
الطراونه اليوم وامام التجديد له، وبعد اربع سنوات من العمل، يدرك أنه اجتهد في الكثير، ومن يجتهد قد يخطئ، هناك من عمل معه ونجح واضاف انجازا للمؤسسة، وهناك من تجافت الكيمياء بينه وبينهم فظلت المٍسائل عالقة، وهناك من اغضبه وثمة من أفرحه بانجازه، وهناك من يسمعه كلاماً مشككاً بالكل، ولكنه رئيس لا يسمع من الغير عن الغير، والكلام لا يبقى إلا لثواني، ويغادر مع صاحبه في جامعة مليئة بالكراهيات الواعية.
امام احتجاج طلابي يسبق موعد الانتخابات الطلابية بقليل، وهذا صوت لم يغيب عن الجامعة وهو جزء من تاريخها المحترم لمن يرفضه ولا يحبه نقول: إن الجامعات لا تكتمل إلا بالعمل الطلابي المحترم، والرئيس يرحب بأي ممارسة ديمقراطية للطلبة شريطة أن تكون نظيفة ولا تتخطى أسوار الجامعة ولا تتخذ لها مرجعيات من الخارج، وهو القائل و"اجبي احمي الطلبة حين يكون حوارهم عبر المجالس ويكون احتجاجهم بالطرق السلمية وليس بغير ذلك".
اليوم تقارب رئاسة الطراونه على النهاية مع احتجاج طلابي مشروع على رسوم الدراسة، وقد امسك بالجامعة اربع سنوات وقد خف فيها العنف ودافع عنها وحماها من التدخلات وكان بوسعه أن ينتبذ مكانا ويؤلف ويصدر كتاب يضم رؤيته للتعليم العالمي وقد فعل ذلك،
لم يختبئ الطراونه وراء مجلس أو نفوذ عائلي، ظل منكافا للروتين والبيروقراطية وظل يحب ان يبقى الرجال بفريقه مع التجربة حتى تكتمل، ومن يغادر يغادر بالسقوط بالتجربة والاخفاق بالانجاز وهو يعي أن الناس قدرات وخبرات، هو يحترم من يخالفه بوعي لا لشهوة بلوغ جاء في غير أوانه، ويدافع عن المؤسسة وظل قريبا من الإعلام لا بل مكثرا منه، لكنه لم يقل أنا لست مسؤولا ولن اراجع قراري، وهذا ما حدث حين تم الحديث عن عطلة يوم الخميس وعاد للمؤسسة والاستطلاع والرأي، وهنا نقول هل من احد من رؤساء الجامعات تجرأ ليكشف خارطة طلابة الذهنية والمعرفية والثقافية غيره؟ ذلك ما اجاب عنه أول واوسع استطلاع طلابي اعلن عنه قبل شهرين وفيه كان من الحقائق المريبة التي لم يخفيها او ينتظر الطراونه "ألو" ليعلن عنها بل زود بها كل المسؤولين.
وظلت الجامعة معه وبفريق عريض من الباحثين في مقدمة جامعات الوطن والاقليم، والأهم أنها بقيت قبلة الأردنيين وتراثهم الجامعي الأول الذي سيرى الدخان الأبيض قريباً ليعلن الطراونه رئيسا للمرة الثانية، بكل ما فيه من حب لأهله وناسه وانتماء لوطنة وقدرة على اتخاذ القرار وصرامة في الحق وتواصل كثيف مع الطلبة والمجتمع ارهق من يعمل معه لأجله واتعبه صحيا أيضاُ وجعله يغيب كثيراً عن أبنائه.


















