م . باهر يعيش : الشمس في بلادي تشرق من الشمال و… أيضًا من الجنوب

صباح شمسنا التي لا تغيب يبدأ من الشمال، فوق/ طبرية. طبرية بحيرة من نور تعمّد في مياه نهرها المسيح. تحيطها جبال مباركة يحرسها أبطال أشدّاء على رأسهم شيخ بعمامة بيضاء على رأس جبل الشيخ.طبرية.. أمّ النهر/ نهر الأردن. النهر الذي تباركت مياهه وهو يختط سيره في بر أرضه المباركة.. أرض الأنبياء. منها عبْر بيت المقدس؛ عرج الرسول الأعظم صلوات الله تعالى عليه وسلامه.. خاتم الرسل إلى السماء السابعة ليؤم الأنبياء في صلاته. تشرق شمسنا وتسير رافعة رأسها من الشمال عكس شموس الدنيا. تتجه عبر النهر فوقه لتنير الأرض التي بارك المولى ما حولها من أرضين.... شرقي النهر وغربيه.تمر فوق الأرض المباركة التي أبدع أبطالها في معاركهم ضد المحتلين في مؤتة واليرموك. تحيّي من عليائها الخليفة العظيم عمر على أبواب بيت المقدس،تحيّي خالدًا وأبي عبيده وصلاح الدين وأصحابهم ولا تنسى من هزموا نابليون حين طهّر جبل النار أرضها من رجسهم في نابلس وما حولها.تسير الشمس بقدرة ربانية من الشمال إلى الجنوب. تهب الحياة لأشجار الزبتون والتين والأعناب فيزهر ثمرها بركة خير ونور، تضيء سماء أهلها هنا وهناك. الشّمس تنير دروب أهل البلاد شرقًا وغربًا وكأن لا شرق ولا غرب بينها، نشدّ أزرهم لينبت منهم أبطال أشاوس أصلب من صخر الصوّان قوّتًا وعزيمة، وعزّة نفس وأكرم من حاتم كرمًا وعطاءً. يتواصل شعاع الشمس الواحد عبر قرصها الأهل هنا وهناك، من السلط لنابلس لبحر أبيض تضيء سماؤه حتى الحمراء، من الكرك إلى الخليل وعبرها إلى غزّة العزّة، ومن العقبة إلى الرشراش وأمه ومنها للنقب ورفح..وفي العقبة وقت الغروب؛ تأبى الشمس أن تغيب..فشمس بلادنا لا تغيب. تبدأ الشمس بالشروق من جديد من رأس بحرنا الأحمر. تنير مسراها ما حول النهر بضفّتيه حتى البحر أبيضه. تعود الشمس لتسير في ذات المسرى لكن من جنوب إلى شمال لتضيء الشرق والغرب وسط عتمة طرأت... لا تدوم لن تدوم. فشمسنا... غير.شمسنا... غير. ينهمر عبر أشعتها ومن قرصها في السماوات العلى... أبطال أشدّاء على كل من تطاول واعتدى على أرضنا المباركة ليزول ويمّحى بإذن الله