+
أأ
-

أزمة الخبز في سوريا: تفاقم المعاناة مع تضاعف الأسعار وتناقص الكميات

{title}
بلكي الإخباري





لا تزال أزمة الخبز تخنق السوريين، حيث تتواصل الطوابير لساعات طويلة أمام الأفران للحصول على هذه المادة الأساسية التي تضاعف سعرها عشرة أضعاف منذ بداية الأزمة، بينما انخفض وزنها بنسبة كبيرة.





شهادات من قلب المعاناة:





يصف مهندس متقاعد، رفض الكشف عن هويته، الوضع المأساوي الذي يعيشه السوريون، حيث تمتد الطوابير لعشرات الأمتار، ويضطر الناس للانتظار لساعات طويلة للحصول على ربطة خبز واحدة. ويشير إلى أن سعر الربطة ارتفع من 400 ليرة سورية قبل الأزمة إلى 4000 ليرة حالياً، أي ما يعادل نحو 0.3 دولار أمريكي.
ويضيف أن وزن الربطة انخفض أيضاً بنسبة 20%، من 1550 جراماً إلى 1250 جراماً. وقد أرسل صوراً تظهر طوابير طويلة أمام أحد المخابز في ريف دمشق، يصل طولها إلى نحو 50 متراً.
تفاقم الأزمة وتساؤلات مشروعة:





تفاقمت أزمة الخبز في سوريا بعد اندلاع الثورة وتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والأمنية، وخاصة مع ازدياد انقطاع الكهرباء. وتطرح تساؤلات عن أسباب استمرار الطوابير للحصول على الخبز، وعن سبب تضاعف سعر الربطة وانخفاض وزنها، وعن احتمالية وجود أزمة في توفر الطحين أو القمح، ناهيك عن أزمة الكهرباء، والحلول المتوفرة والمتاحة.





تصريحات المسؤولين:





يجيب المدير العام للمؤسسة السورية للمخابز، محمد الصيادي، عن هذه التساؤلات، ويشير إلى أن الدولة كانت تدعم مادة الخبز، ولكن مع سقوط النظام السابق، وجدت الحكومة الخزينة فارغة. ويضيف أن وزن الربطة قل حفاظاً على المخزون الحالي الذي لم يعد يكفي، وبسبب الجفاف الذي تتعرض له سوريا، مما انعكس سلباً على زراعة القمح.
ويؤكد الصيادي أنه لا يوجد أزمة حتى الآن، ولكن العقوبات المفروضة على سوريا قد تؤدي إلى كارثة حقيقية بنقص المادة الرئيسية للشعب السوري إذا لم ترفع. ويشير إلى أن الحكومة تسعى جاهدة لإيجاد الحلول المناسبة من أجل استمرار تقديم مادة الخبز للمواطنين.





جهود حكومية لزيادة عدد المخابز:





تعمل وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك على زيادة عدد المخابز في جميع المحافظات، وفقاً لمواصفات قياسية عالمية، من حيث المساحة والبناء والآلات ومستلزمات صناعة الرغيف، بهدف تخديم المناطق بشكل أمثل وتخفيف الازدحام على المخابز.
وقد أشار الصيادي إلى أنه تم تقديم العديد من الطلبات لإنشاء مخابز جديدة، وجرت دراستها، بما ينعكس إيجاباً على تلبية احتياجات المواطنين من المادة وتحسين جودة الرغيف.






أزمة الخبز في سوريا لا تزال مستمرة، وتؤثر بشكل كبير على حياة المواطنين. ورغم الجهود الحكومية لزيادة عدد المخابز وتحسين جودة الرغيف، فإن الأزمة لا تزال قائمة، وتتطلب حلولاً جذرية وشاملة، تأخذ في الاعتبار كافة العوامل المؤثرة، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية والظروف المناخية.