+
أأ
-

خبير عسكري: تصعيد إسرائيلي يستهدف خنق الأردن "مائيا وأمنيا

{title}
بلكي الإخباري

أكد الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد أن التصعيد البري الإسرائيلي في جنوب سوريا يأتي في ظل تطورات إقليمية متسارعة تؤثر في توجهات صنع القرار الإسرائيلي، سياسيًا وعسكريًا.





وأوضح أبو زيد أن التحركات الإسرائيلية تتزامن مع زيارة رئيس الحكومة الانتقالية السورية أحمد الشرع إلى الأردن، وهو ما يثير قلق تل أبيب من تقارب أردني-سوري متزايد، كما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطًا داخلية عقب إخفاقه في تحقيق تقدم في صفقة تبادل الأسرى، رغم موافقته مؤخرًا على إطلاق سراح دفعة جديدة من الأسرى الفلسطينيين، بعدما كان قد أعلن سابقًا تأجيل الإفراج عنهم إلى أجل غير مسمى.





وأشار أبو زيد إلى أن الجيش الإسرائيلي كثف عملياته في الضفة الغربية لكنه لم يحقق نتائج حاسمة، ما دفعه إلى نقل التصعيد نحو جنوب غرب سوريا، في محاولة لتجاوز "عقدة الفشل" في عدة جبهات. ولفت إلى أن القصف الإسرائيلي استهدف مناطق واسعة تشمل الكسوة وحدود محافظتي القنيطرة ودرعا والصنمين، ما يعكس سعي تل أبيب للسيطرة على الطريق السريع الممتد من الحدود الأردنية-السورية إلى دمشق.





وفي إطار التوسع الميداني، أوضح أبو زيد أن القوات الإسرائيلية توغلت لمسافة 15 كم داخل الأراضي السورية، بعد أن كانت تسيطر على نطاق 9 كم فقط، حيث تجاوزت سد الوحدة ووصلت إلى قرى بيت آرة والكويا، مقابل القرى الأردنية عمراوة والشجرة. السيطرة على موارد المياه في حوض اليرموك وأضاف أبو زيد أن العمليات العسكرية الإسرائيلية تهدف إلى التحكم بالموارد المائية في حوض اليرموك، إذ سيطرت قوات الاحتلال على سد سحم الجولان وسد زيزون وسد منطرة وبحيرة الصمدانية، ما يعزز قدرتها على التحكم بمنابع مياه نهر اليرموك وسد الوحدة المشترك بين سوريا والأردن.





وفي هذا السياق، أشار إلى أن التصريحات الأخيرة لوزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ورئيس الأركان الجديد أيال زامير، تؤكد أن الخطة العسكرية تشمل توسيع نطاق السيطرة إلى 15 كم حاليًا، فيما تهدف استراتيجيًا إلى امتداد التأثير الإسرائيلي حتى 60 كم داخل الأراضي السورية، وصولًا إلى محافظة السويداء.





إسرائيل تسعى لإنشاء منطقة عازلة جنوب سوريا وتطرق أبو زيد إلى تصريحات بنيامين نتنياهو خلال تخريج دورة الضباط، حيث دعا إلى إقامة منطقة منزوعة السلاح جنوب سوريا، مع استيعاب دروز السويداء في سوق العمل الإسرائيلي، وهو ما يعزز فرضية سعي تل أبيب لإنشاء منطقة عازلة تمتد عبر القنيطرة ودرعا والسويداء، بمحاذاة الحدود الأردنية. وأشار إلى أن تسمية العملية العسكرية بـ"سهم رشان" تحمل دلالات توسعية، حيث ترتبط هذه التسمية بمناطق تمتد من حوران إلى اللجاه وحتى السويداء، ما يعكس توجهات اليمين الإسرائيلي الرامية إلى تنفيذ خطط جيوسياسية توسعية في جنوب سوريا باستخدام الأدوات العسكرية.





انعكاسات التصعيد الإسرائيلي على الأردن وحذر أبو زيد من التداعيات المحتملة لهذه التحركات على الأردن، حيث سيجد نفسه أمام ضغوط مضاعفة جراء التواجد العسكري الإسرائيلي على حدوده الشمالية، بالتزامن مع تحركات إسرائيلية في الضفة الغربية لتعزيز سيطرتها على المنطقة "ج" المحاذية للأردن، كما أن سعي إسرائيل للهيمنة على موارد حوض اليرموك قد يفاقم الضغوط السياسية والاقتصادية على عمان، مما يهدد بخلق واقع أمني جديد يستهدف خنق الأردن مائيًا وأمنيًا، في ظل الفراغ الجيوستراتيجي الحالي في المنطقة.