+
أأ
-

لماذا أحرق الطلبة زميلهم؟ علم البيئة الاجتماعية يجيب

{title}
بلكي الإخباري





الدكتور رامي الحباشنة: "أطفالنا ضحايا البيئة الاجتماعية"





في حادثة هزت المجتمع، أقدم طلاب على حرق زميلهم، مما أثار تساؤلات حول الأسباب والدوافع التي تقف وراء هذا السلوك العنيف. الدكتور رامي الحباشنة، أستاذ علم الاجتماع بجامعة مؤتة ، يقدم تحليلاً عميقاً للحادثة من منظور علم البيئة الاجتماعية عبر بلكي نيوز ، مستنداً إلى خبرته في مجال رعاية وتأهيل الأحداث الجانحين.





جرح الطفولة وبيئة الأنظمة المتداخلة





يرى الدكتور الحباشنة أن سلوك الأطفال والمراهقين، حتى وإن كان إجرامياً، هو غالباً استجابة للظلم أو الفقد أو ما يسميه "جرح الطفولة". ويؤكد أن الأطفال يتطورون داخل أنظمة "متداخلة" تشمل الأسرة والأصدقاء والمدرسة والبيئة المحيطة، ويتفاعلون معها في سياق زمني معقد.
ويضيف: "الأطفال يفهمون العالم ومكانهم فيه من خلال "عمليات قريبة" تختلف عن تصور البالغين. لذلك، يتطلب إدراك كيفية حدوث هذا الفهم، فهم الطفل وسياقه المكاني والزماني والعملية القريبة نفسها".





تحديات التربية والوعي الاجتماعي





يطرح الدكتور الحباشنة تساؤلات حول مدى إدراك أولياء الأمور والمربين لهذه الطريقة في فهم النمو، وما يترتب عليها من آثار كبيرة على توجيه الطفل بشكل سليم. ويشدد على أهمية العلاقات التي يتم بناؤها بتعقيد متزايد بمرور الوقت.
ويشير إلى التحدي الأكبر المتمثل في توفير البنى النفسية والاقتصادية اللازمة للحفاظ على استقرار الطفل، دون الوقوع في حلقة مفرغة من تبادل الاتهامات وإلقاء اللوم.





رسالة إلى المجتمع





يوجه الدكتور الحباشنة رسالة إلى المجتمع بضرورة النظر إلى الأطفال والمراهقين من منظور شامل يأخذ في الاعتبار البيئة الاجتماعية التي يعيشون فيها، ويؤكد على أهمية توفير الدعم اللازم لهم لتجاوز التحديات والمشكلات التي يواجهونها.
ويختتم حديثه قائلاً: "أطفالنا هم ضحايا البيئة الاجتماعية، وعلينا أن نعمل جميعاً على توفير بيئة سليمة وآمنة لهم لينشأوا فيها".





وتاليا ما طرحه الدكتور رامي الحباشنة :-









قبل أن أنضم للقطاع الأكاديمي الذي أعتز به عملت لمدة تسع سنوات ضمن ملاك وزارة التنمية الاجتماعية في قطاع رعاية وتأهيل الأحداث الجانحين وقد سمحت لي هذه التجربة بالإطلاع على تجارب الاطفال الذي يقدمون على سلوكيات إنحرافية أو إجرامية ، وكانت الرحلة تبدأ نحو فهم ورؤية أكثر شمولا و واقعية للأطفال والجريمة باستعراض السياق الأوسع وطبيعة الطفولة ، والتي تطورت في إطارها تصورات الأطفال ، وكان العجيب في متابعة قضاياهم التنوع والتعقيد والساحبات والدوافع لكل طفل كتجربة مستقلة يوحدهم بغض النظر عن العوامل فكرة كونهم أقرب إلى ضحية " البيئة الاجتماعية" .
إن سلوكيات الأطفال والمراهقين رغم أنها قد تكون سلوك إجرامي هي غالبا ما قد تكون استجابة للظلم أو الفقد أو ما نسميه "جرح الطفولة" ومقاومة معاملتهم التي تتسم بنقص معين من قبل أصحاب الرعاية والمجتمع، التي قد تتطور مع السنوات بالتضامن مع فقر الفرص التي يواجهونها وتجارب الشدائد والمثيرات السلبية التي تتطور في مجتمعنا لدرجة أن الأكبر سنا أصبحوا في متاهة مع فارق إدراك خطورة المحيط احيانا أو فهم الردع العام والخاص داخل المجتمع.





لذلك فقد كانت تقل درجة الدهشة بأي إنحراف أو جرم للحدث الجانح عن دراسة تصرفهم بشكل معمق من خلال عدسة اجتماعية بيئية. ومن هذا المنظور، يحدث التطور لذلك الطفل داخل أنظمة "متداخلة" - أنظمة مجهرية وأنظمة متوسطة وأنظمة خارجية وأنظمة كبيرة - تترابط داخل سياق زمني يعيش…يتصرف…يتفاعل الأطفال في علاقة مع الأسرة والأصدقاء والمدرسة والبيئة المحيطة في الوقت المناسب ضمن معادلة نفسية واجتماعية معقدة لا يدركها كثير من القائمين على الاشراف على الطفل ضمن تلك المؤسسات. صبغة من العمليات التي تشكل تصرفات وتفاعلات الأطفال وتطور الهوية - ما يفعلونه وكيف يحددهم - في وقت واحد في لحظة اجتماعية نفسية تاريخية وعلى نطاق العمليات الدقيقة للحياة اليومية.
في إطار هذه البيئات المترابطة، يتشكل نمو المراهقين من خلال علاقات معقدة بشكل متزايد ، فيفهم الأطفال العالم ومكانهم فيه من خلال "عمليات قريبة" تختلف عن تصور البالغين . فيتطلب إدراك كيفية حدوث هذا الفهم.. فهم الطفل وسياقه المكاني والزماني والعملية القريبة نفسها -- تربية في أسرة ..تعليم في مدرسة ، دخول عبر مواقع التواصل الاجتماعي .
لذلك بقي العائق دائما كم نسبة أولياء الأمور والتربويين الذين يدركون هذه الطريقة لفهم النمو وما لها من آثار كبيرة على تدخلات توجيه الطفل بشكل سليم مع تسليط الضوء على الأهمية الحاسمة للعلاقات ، التي يتم بناؤها بتعقيد متزايد بمرور الوقت .
والأصعب من ذلك هل توفرت البنى النفسية والاقتصادية اللازمة أصلا للمناط بهم الحفاظ على استقرار الطفل بالشكل السليم دون العودة إلى تلك الحلقة المفرغة التي يلقي فيها كل جانب اللوم على الطرف الآخر في تحمل مسؤولية ضياع كثير من الحالات التي حملت وصمة الجرم دون وعي لها أو إدراك لوصمتها ودمارها مستقبلا .