+
أأ
-

سدين حباشنة : المرأة بين الفطرة والأجندات الخارجية!!

{title}
بلكي الإخباري

يحتفل العالم بيوم المرأة في الثامن من مارس كل عام، وهو مناسبة أصبحت تُستغل لتمرير شعارات حول المساواة والتحرر، دون النظر بجدية إلى طبيعة دور المرأة الحقيقي في المجتمع. من المؤسف أن كثيرًا من الذين يدّعون الدفاع عن حقوق المرأة هم أنفسهم من فرضوا عليها قيودًا جديدة تحت غطاء “النسوية”، محولين قضاياها إلى أداة ضمن أجندات عالمية تستهدف الأسرة والمجتمع.





اليوم، يتم تصدير نموذج واحد للمرأة الناجحة: تلك التي تنسلخ عن طبيعتها، تتخلى عن مسؤولياتها الأسرية، وتلتحق بسوق العمل وكأن قيمتها تُقاس فقط بمقدار مساهمتها الاقتصادية. وكأن بناء الأجيال وصناعة الإنسان لم يعد عملاً ذا قيمة! لكن الحقيقة التي لا يريد البعض الاعتراف بها هي أن المرأة، بفطرتها، ليست مجرد فرد في سوق العمل أو رقم في معادلة المساواة الجندرية، بل هي عمود الأسرة، وهي الركيزة التي لا يمكن لأي مجتمع أن ينهض دونها.





المرأة والرجل: تكامل لا صراع





مهما حاولوا فرض نماذج دخيلة، تبقى الحقيقة ثابتة: المرأة تحتاج إلى الرجل، كما يحتاج الرجل إليها، وليس في ذلك نقص أو انتقاص، بل هو كمالٌ أراده الله في خلقه، فجعل لكل شيء نقيضًا يكمله. الترويج لفكرة أن المرأة مكتملة بدون الرجل، أو أن الاستقلالية تعني القطيعة بين الجنسين، هو تضليل متعمد يهدف إلى تفكيك الأسرة، وليس دعم المرأة كما يدّعون.





نرى اليوم محاولات لتقليص دور المرأة في بناء الأسرة، وكأن الاعتناء بالبيت وتربية الأبناء أصبح عملاً دونيًا يجب أن تتحرر منه. لكن مهما رفعوا من شعارات، فإن الوظيفة والمناصب لن تساوي الدور العظيم الذي تؤديه المرأة داخل الأسرة، لأنها وحدها القادرة على بناء الأجيال. ما الفائدة من أن تصبح المرأة مديرة أو وزيرة إذا كان الثمن هو أسرة مفككة وأجيال ضائعة؟





الإسلام وكرامة المرأة: تكريم إلهي أم شعارات مستوردة؟





لسنا بحاجة إلى منظمات بأجندات خارجية لتُعلّمنا كيف نحترم المرأة أو ما هو دورها، فقد تعلمنا ذلك من ديننا، ومن نبينا محمد ﷺ الذي قال:





“مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ، فلا يُؤْذِي جارَهُ، واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا، فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاستوصوا بالنِّساءِ خَيْرًا”.





ووصفهن بالقوارير، في إشارة إلى رقتهنّ وحاجتهنّ إلى المعاملة الكريمة، وليس وفق الأجندات التي تدعي الدفاع عن المرأة وهي في حقيقتها أبعد ما تكون عن ذلك. الإسلام لم يكن يومًا دينًا ينتقص من المرأة أو يفرض عليها قيودًا ظالمة، بل منحها مكانتها الحقيقية، وحفظ حقوقها كأم وزوجة وابنة، وأعطاها حرية الاختيار دون أن يجبرها على نمط حياة يتعارض مع فطرتها.





المرأة ليست بحاجة إلى تحرير، بل إلى تقدير





المرأة لم تكن يومًا بحاجة لمن “يحررها”، بل بحاجة لمن يقدّر دورها الفعلي بعيدًا عن الشعارات والمصالح. ليست مشكلتنا أن تعمل المرأة أو تحقق ذاتها، بل مشكلتنا هي في تحويلها إلى أداة لتحقيق أهداف سياسية وأيديولوجية لا تمتّ لمصلحتها بصلة.





في يوم المرأة، ربما يكون من الأفضل أن نتوقف عن التلاعب بها تحت شعارات زائفة، وأن نعيد لها حقها في أن تكون كما تريد، لا كما يريد لها الآخرون أن تكون.