أ. د صلحي الشحاتيت : الوطن بين النشأة والاختيار: هوية تتجاوز الجغرافيا”

بلكي الإخباري
بين حدود الجغرافيا وأعماق الروح، يظل الوطن مفهومًا يتجاوز الوثائق الرسمية والانتماءات القانونية. أن تولد في وطن ثم تتجنس بآخر، أن تنشأ في بيئة ثم تبحر في ثقافة مختلفة، أن تبني مستقبلك في مكان وتحلم بأن يكون مآلك في آخر—كلها تجارب تصوغ هوية مزدوجة، ليست انقسامًا بقدر ما هي امتداد وانصهار.
ازدواج الجنسية ليس مجرد حالة قانونية، بل تجربة شعورية معقدة، حيث القلب يتأرجح بين جذور الماضي وآفاق المستقبل. إنه شعور الهجين الذي يجمع بين حنين لا يخبو لموطن النشأة، وتآلف تدريجي مع موطن الاختيار. وفي النهاية، يظل الوطن أكبر من حدود الخرائط، فهو نسيج من الذكريات، والتجارب، والانتماء الذي لا تحدّه جنسية واحدة.
أ.د. صلحي الشحاتيت



















