+
أأ
-

هلسة : من استلموا الحكم في سوريا ما هم إلا ادوات بيد قوى المشروع الاستعماري

{title}
بلكي الإخباري





قال الناشط السياسي ضرغام هلسة في تعليقه على الاحداث في سوريا أنه عندما دخلت قوات الميليشيات العسكرية وبدون قتال إلى المدن السورية حتى وصلت دمشق
أعلنت دول العالم اعترافها بالتغيير الذي حصل في سوريا ، مع العلم بأن الرئيس بشار الأسد غادر سوريا بظروف غامضة وغير معروفة كواليسها حتى ومن دون أن يقدم استقالته أو يقر بأحقية من استلموا البلاد.
واضاف برغم ذلك أعلن الشعب السوري قبوله بالتغيير على قاعدة ايقاف الحرب من أجل فك الحصار عن سوريا ووقف دوامة القتل والقتل المضاد والبدء ببناء سوريا الجديدة الموحدة وذات السيادة،
وعلى الرغم من أن الجميع المعني في السياسة الدولية يعرف بأن من استلموا الحكم في سوريا ما هم إلا ادوات بيد قوى المشروع المعادي لمشروع الدولة السورية القومي والذي انهزم في ابشع حرب عرفها تاريخ المنطقة، ومع ذلك اعطوهم مساحة لعلهم ينقذوا ما يمكن إنقاذه ، وعلى رغم كل التفاهمات الذي حصلت قبل مغادرة الرئيس الأسد والضمانات التي قدمها ابو محمد الجولاني بإنهاء الحرب وإعلان العفو العام وارساء أسس التسامح لإعادة وحدة المجتمع السوري إلا أن هذه الضمانات لم تصمد أمام قوة الحقد الطائفي والمذهبي
والتدخل الأجنبي المعادي لوحدة سوريا أرضا وشعبا ومقدرات، فاحتلت الدولة الصهيونية الجولان كاملا وريف درعا الغربي حيث منابع المياه إضافة إلى ريف دمشق الغربي أيضا ، وقامت بقصف كل ثكنات الجيش العربي السوري وما فيها من عتاد ومعدات قتالية ولوجستيه فكانت اضخم عملية قصف يقوم بها الجيش الصهيوني منذ تأسيسه حتى الآن، ودخلت القوات التركية واعلنت سيطرتها على حلب وريفها ورفعت علم تركيا على قمة قلعة حلب التاريخ وقامت بتغييرات مهمة في إدارة محافظة حلب أن كان بالعملة المستخدمة وحتى مناهج التدريس،
ويشير هلسة أن الجولاني يقدم الوعد بعد الآخر بإجراء حوار وطني لكافة أطياف المجتمع السوري ومحاولة اعلان مباديء دستورية وابقاء السلطة كسلطة انتقالية لحين توفر اساسيات الحكم من عقد اجتماعي ووحدة مجتمعية وتوفير مستويات الحد الأدنى من الحياة الكريمة للمواطن السوري، إلا أن عدم نجاح الجولاني بتحقيق ما وعد به فقام بتشكيل حكومة من طيف واحد الا وهي من جماعته في إدلب وقام بحل الجيش السوري وبدأ بتشكيل جيش جديد من الفصاىل المسلحة وفشل في ذلك، وبدأت تظهر عمليات قتل انتقامية سماها الجولاني وسلطته بأعمال فردية ، واستمر حصار الناس في أرزاقهم ومعاشاتهم بعد فصل آلاف الموظفين الحكوميين من وظائفهم ووقف صرف رواتب المتقاعدين وانتشار عمليات الانتقام من دون محاكمات قانونية، فأصبحت الحالة الشعبية في طور متقدم من الشحن فانصار الجولاني يحملون شعارا تربوا عليه خلال خمسة عشر عاما من الحرب الا وهو الحقد الطائفي ومفهوم الأغلبية والاقلية وكثير من المواطنين الذين قبلوا بالجولاني كسلطة أمر واقع أصبحوا يتوجسون رعبا على حياتهم وحياة أطفالهم،
ولأن الثلاثة أشهر التي مرت على الجولاني في السلطة لم تستطع التقدم خطوة واحدة للامام وعاش تحت وهم المجاملات والزيارات وترتيب اشتراطات الدول الأجنبية وعجز عن تحقيقها رغم محاولاته بايهام الناس بالغد الافضل الا أن عمليات الانتقام توسعت وأصبح لها مفاعيل وردود حتى حصلت مجازر الساحل السوري، وما حصل في مدينة الصنمين شمالي درعا وشاهدنا جميعا القتل حسب الهوية الطائفية وما يندى له الجبين من ممارسات وحشية في قتل المدنيين الامنين فسقط مفهوم الدولة لجميع السوريين وأصبحت مقسمة شيع وطوائف ومذاهب وكل هذا أعطى صورة بشعة للحكام الجدد والذي لن ينجلي اثرها المرعب من عقول وذاكرة كل السوريين.
اذا في سورية استطاعت القوى المعادية أن تنفذ الخطوات الأولى من مشروعها بأيدي سوريا ومن خالفها من ايغور وشيشات واوزبيك وجنسيات متعددة وبقيت الدول الركنية في المنطقة تنتظر دورها في استكمال حلقات تثبيت أمرها الواقع على الأرض السورية.
ومع ذلك يجب أن نقرأ المستجدات وخاصة بأن القوى الرأسمالية الكبرى ستبقى على مشروعها في سورية لحين أن تأخذ كل كتلة دولية حصتها من ثرواتها وتحت شعارات مختلفة ومن خلال حكم باهت بلا لون ولا طعم ورائحته تزكم الانوف من الدم المسفوك من كل الشعب السوري.
إذن نحن أمام زلزال ستكون ارتدادته زلازل أيضا تنعكس على دول جوار سوريا بكل تأكيد ولن تستقر الأوضاع في سوريا ما دامت المصالحات الداخلية تفرض فرضا من قبل الدول الكبرى والذي رعت عملية التغيير
فعمرها سيكون قصيرا لأن الثقافة المذهبية كعنوان لهذه الحرب البشعة
ستبقى هي المرجعية لمساراتها ولن تنتهي الا من خلال عملية ديمقراطية عميقة تعيد الاعتبار للشراكة الشعبية في صناعة القرار وصياغة قوانين تستطيع أن تثبت الأسس لدولة القانون والعدالة الاجتماعية وكل هذا يحتاج لمزيد من التضحيات لمسح ثقافة القتل على الهوية واستسهال عملية ذبح بني آدم دون رهبة أو ارتجاف بالعقل والقلب واليد.