+
أأ
-

البروفيسور ألون بن مائير يحذر عبر بلكي نيوز من تآكل القيم اليهودية وتهديد بقاء إسرائيل بسبب معاملة الفلسطينيين

{title}
بلكي الإخباري





خاص - في تحليل لاذع، حذر البروفيسور الون بن مائير استاذ العلوم السياسية بجامعة نيويورك وخبير حل النزاعات الدولية من أن المعاملة الوحشية التي يتعرض لها الفلسطينيون تنتهك القيم الأخلاقية اليهودية الأساسية وتهدد مستقبل إسرائيل.
وأكد البروفيسور بن مائير، في تصريحات خاصة لموقع بلكي نيوز ، أنه بعد 77 عامًا من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي شهد أعمال عنف وحروبًا مدمرة، فإن الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بقيادة بنيامين نتنياهو قد "حطمت القيم اليهودية حتى النخاع". وأوضح أن هذه القيم هي التي دعمت وحافظت على حياة اليهود لقرون طويلة ووفرت الأساس الأخلاقي الذي قامت عليه دولة إسرائيل.
واستعرض بن مائير تاريخ صمود اليهود خلال آلاف السنين من الشتات، مشيراً إلى أنهم نجوا ليس بقوة السلاح أو التكنولوجيا، بل بتمسكهم بهذه القيم الأخلاقية في جميع الأوقات. واستشهد بما ذكره المؤرخ بول جونسون في كتابه "تاريخ اليهود" حول إسهام اليهود في مفاهيم المساواة أمام القانون، وقدسية الحياة، وكرامة الإنسان، والضمير الفردي والجماعي، والسلام، والمحبة كأساس للعدالة.
وانتقد بن مائير بشدة سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو منذ توليه السلطة عام 1996، مؤكداً أنه سعى لتقويض اتفاقيات أوسلو وعرقلة قيام دولة فلسطينية. وأشار إلى أن العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية وصلت في عهده إلى "أدنى مستوياتها"، وأن فرص السلام أصبحت "أقل وضوحاً من أي وقت مضى".
واتهم بن مائير نتنياهو بجعل "نزع الصفة الإنسانية عن الفلسطينيين ومعاملتهم بوحشية تحت الاحتلال في الضفة الغربية وتشديد الحصار حول غزة والاعتراض بشكل قاطع على تقديم أي تنازلات ذات مغزى للوصول إلى اتفاق سلام، مهمته مدى الحياة". كما انتقد تسهيله لتحويل أموال قطرية إلى حماس، ثم شن حرب "انتقامية" واسعة النطاق وغير متناسبة ضد قطاع غزة، مما أدى إلى "تدمير ثلثي غزة وقتل 47600 فلسطيني، نصفهم من النساء والأطفال وكبار السن، وإصابة أكثر من 100 ألف شخص".
ووصف بن مائير الوضع الإنساني في غزة بأنه "كارثة إنسانية لم تشهدها إسرائيل منذ نشأتها"، مشيراً إلى التهجير القسري، والقيود على دخول المساعدات، وتدمير البنية التحتية. واعتبر أن "الانتقام والتعذيب وإطلاق النار بهدف القتل دون طرح أي أسئلة ومعاملة جميع الفلسطينيين في غزة كأهداف مشروعة" يوضح "الفساد الأخلاقي الذي ترسخ في إسرائيل".
ونقل بن مائير عن الفيلسوف الإسرائيلي آسا كاشير استنكاره لممارسات تتسم بالانتقام والعنف، مؤكداً أن هذه "الجرائم الأخلاقية" لم تنتهك قوانين الحرب فحسب، بل "انتهكت أيضاً جوهر القيم اليهودية". واعتبر أن هذه الأعمال لم تحقق العدالة لضحايا حماس، بل خدمت حكومة "فاسدة" بقيادة نتنياهو.
وحذر بن مائير من أن نتنياهو يستغل حرب غزة لتوسيع الاستيطان وضم أجزاء من الضفة الغربية، مشيراً إلى ارتفاع أعداد القتلى والجرحى الفلسطينيين، وهدم المنازل، واعتقال الآلاف، وتصاعد عنف المستوطنين.
وختم البروفيسور بن مائير بالتحذير من أن حكومة نتنياهو تعمل على "تدمير القيم التي وفرت الأساس الأخلاقي لإسرائيل"، وأن هذا "الانهيار الأخلاقي المأساوي" قد أصاب الجمهور الإسرائيلي بالعدوى. ودعا الإسرائيليين إلى "الاستيقاظ" ومراجعة ما يجري باسمهم، والتذكر أن القيم التي حفظت بقاء اليهود عبر التاريخ هي نفسها الضرورية لضمان مستقبل إسرائيل وروحها. وأكد أن نتنياهو لا يسعى للسلام، بل يستغل الصراع لتوسيع السيطرة على الأراضي الفلسطينية، محذراً من أن ضم الضفة الغربية سيؤدي إلى "محو الطابع اليهودي لإسرائيل وحرمانها من الأمن والسلام".