خبر عن حمار سائب في العاصمة عمان يخطف الأضواء في الأردن .. هل هي هشاشة مجتمع أم انعكاس لواقع مختلف؟

خاص - تصدر خبر مرور حمار سائب في أحد شوارع العاصمة عمان عناوين الأخبار العاجلة ومنصات التواصل الاجتماعي بشكل لافت يوم امس . وبينما قد يرى البعض في هذا الحدث الطريف مجرد واقعة عابرة، يرى آخرون فيه دلالة عميقة على ما وصفوه بـ "هشاشة المجتمع في تبني ما يهمه" وتفضيله لأخبار سطحية على قضايا أكثر جوهرية.
بدأت القصة بانتشار صور ومقاطع فيديو لحمار يتجول بمفرده في أحد شوارع عمان المزدحمة وتحديدا منطقة ابو نصير . وسرعان ما تحولت هذه المشاهد إلى مادة دسمة للمستخدمين على مختلف المنصات، حيث تداولوا الصور والمقاطع المصحوبة بتعليقات ساخرة وفكاهية. لم يقتصر الأمر على ذلك، بل امتد ليشمل تغطية إخبارية من بعض المواقع الإخبارية التي أفردت مساحات للخبر وتفاصيله، بما في ذلك محاولات الإمساك بالحيوان ومصيره اللاحق.
ويرى المنتقدون لهذا الاهتمام المبالغ فيه أن انشغال الرأي العام بخبر كهذا يعكس حالة من اللامبالاة تجاه القضايا الوطنية والإقليمية الأكثر أهمية. ويشيرون إلى أن التركيز على حدث بسيط وعابر بدلاً من مناقشة التحديات الاقتصادية أو الاجتماعية أو السياسية يمثل مؤشراً على "هشاشة" المجتمع وقدرته على تحديد اولوياته
ويضيف هؤلاء أن سرعة انتشار مثل هذه الأخبار التافهة وتصدرها للمشهد يعكس ميلًا نحو الترفيه السطحي وتجنب الخوض في مواضيع تتطلب تفكيرًا أعمق ومشاركة أكثر جدية.
في المقابل، يرى البعض الآخر في هذا الاهتمام رد فعل طبيعي لحالة الضغط والأخبار السلبية التي يشهدها العالم والمنطقة. يعتبرون أن مثل هذه الأخبار الطريفة بمثابة متنفس مؤقت ووسيلة للترويح عن النفس وتخفيف حدة التوتر.
كما يشير هؤلاء إلى أن انتشار الخبر بشكل عفوي يعكس طبيعة منصات التواصل الاجتماعي التي تسمح بتداول أي محتوى يلقى تفاعلاً من المستخدمين، بغض النظر عن أهميته الموضوعية. ويرون أن هذا لا يعني بالضرورة أن المجتمع غير مهتم بالقضايا الجوهرية، بل قد يكون يبحث عن لحظات من البساطة والفكاهة في خضم الأحداث المتسارعة.
يبقى خبر الحمار السائب في شوارع عمان مثالاً حيًا على طبيعة تفاعلنا مع الأحداث في عصر الإعلام الرقمي. وبينما يرى فيه البعض دليلاً على هشاشة مجتمعية وتفضيل للسطحية، يراه آخرون مجرد انعكاس لواقع يبحث عن لحظات فرح عابرة.















