+
أأ
-

د. رامي الحباشنة : الناس تتحرك بما تحفظه لا بما تقتنع به.. و"الإلزام" ليس "الإلتزام"

{title}
بلكي الإخباري





عمان - قال الدكتور رامي الحباشنة، أستاذ علم الاجتماع بجامعة مؤتة، في تحليل معمق حول سلوك الأفراد والمجتمعات، إن الناس غالبًا ما تتحرك بناءً على ما تحفظه من تعليمات وقواعد، وليس بالضرورة بناءً على قناعتها العقلية والأخلاقية.
واستند الدكتور الحباشنة في تحليله على ما استخلصه من كتاب "تهذيب الأخلاق" للفيلسوف مسكويه، مؤكدًا على الربط الجوهري الذي يقيمه الكتاب بين الأخلاق والاجتماع، أي الأخلاق في بعدها الواقعي. وأشار إلى تركيز مسكويه على أن الأخلاق تقوم على "وعي عقلي" وليس مجرد نصوص منقولة أو ألفاظ مجردة.
وفي هذا السياق، استعرض الدكتور الحباشنة مفهومي "الإلزام" و "الإلتزام"، موضحًا أن "الإلزام" يمثل حالة من انفعال الذات أمام الترهيب والعقاب، بينما "الإلتزام" هو حالة تعاقدية بين الإنسان ووعيه الأخلاقي النابع من تعقله واختياره الحر.
وتساءل الدكتور الحباشنة، بالترابط مع آليات التربية الأخلاقية التي ذكرها مسكويه، عما إذا كانت التنشئة الاجتماعية في العالم العربي قد ربت في الأفراد مفهوم "الإلزام" أم "الإلتزام". كما طرح تساؤلًا حول تداعيات تغييب الربط الوعيوي للنصوص اللفظية والنقلية بواقع ملموس.
وفي سياق متصل، أبدى الدكتور الحباشنة تخوفه من طول المدة التي يقضيها الأبناء في التعليم المدرسي والجامعي (اثنان وعشرون عامًا) في سبيل الحصول على دخل شهري غالبًا ما تستهلكه الالتزامات المالية، وأجساد تنهكها ضغوط الحياة.
وانتقد الدكتور الحباشنة ما وصفها بـ "الثقافة" التي قد تخرج "إنسانًا مزدوجًا" يغضب عند المساس بمكانة العلم والتعليم، ولكنه في الوقت نفسه لا يلتزم بتطبيق أبسط قواعده السلوكية.
وفي ختام تحليله، تساءل الدكتور الحباشنة عما إذا كان مجرد "المحفوظ والملفوظ" كافيًا لتبرير حجم الفوضى التي يتم انتقادها باستمرار، دون إدراك مدى المشاركة في صناعتها من قبل الأجيال السابقة.