خبيرة سلاسل توريد لبلكي نيوز : سياسات ترامب التجارية سلاح اقتصادي ذو أبعاد سياسية

أكدت خبيرة سلاسل التوريد العالمية، الدكتورة مها الشيخ، أن الإجراءات الحمائية التي تبنتها الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب لم تكن مجرد تدابير اقتصادية عابرة، بل كانت خطوة ممنهجة تهدف إلى إحكام السيطرة على النظام الاقتصادي الدولي.
وأوضحت الشيخ عبر مجموعة بلكي نيوز أن هذه الإجراءات، التي استندت إلى قانون التوسع التجاري لعام 1962، استخدمت ذريعة "حماية الأمن القومي" لتبرير تدخلات اقتصادية ذات أبعاد سياسية بحتة.
وأشارت الشيخ إلى أن هذه السياسات استهدفت ولايات استراتيجية في الانتخابات الأمريكية، بهدف كسب تأييد الناخبين، لكنها في المقابل أدت إلى اضطرابات اقتصادية عالمية، شملت تباطؤ النمو، وارتفاع معدلات البطالة، وتغيير أنماط التجارة العالمية ولم تتأخر ردود الفعل الدولية، حيث فرضت دول كبرى مثل الصين والاتحاد الأوروبي رسومًا جمركية انتقامية على المنتجات الأمريكية، مما أدى إلى تصاعد حدة الاستقطاب الاقتصادي. وحذرت الشيخ من أن هذا النهج قد يؤدي إلى تفكك سلاسل التوريد العالمية، وإعادة هيكلة الأنماط التجارية.
وأشارت الشيخ إلى أن الدول العربية، رغم عدم كونها طرفًا مباشرًا في هذه الحرب التجارية، إلا أنها ستتأثر بشكل كبير، نظرًا لارتباط اقتصاداتها بالسوق الأمريكية. ودعت إلى إعادة صياغة الاستراتيجيات الاقتصادية، وتنويع الأسواق، والاستثمار في البنية التحتية الصناعية.
وحذرت الشيخ من أن استمرار التصعيد التجاري قد يؤدي إلى ركود تضخمي وانهيار في سلاسل التوريد والنظام المالي العالمي، داعية إلى احتواء هذه التداعيات عبر آليات تفاوضية
وخلصت الشيخ إلى أن الرسوم الجمركية تحولت إلى أسلحة اقتصادية تستخدم لترسيخ النفوذ السياسي، وأن الدول التي تسعى للحفاظ على استقرارها الاقتصادي يجب أن تعزز استقلالها الصناعي والتكنولوجي.



















