+
أأ
-

راية المجد شارة الشموخ.. قصة العلم الأردني الذي رفرف فوق التحديات

{title}
بلكي الإخباري

في قلب كل أردني تنبض راية خفاقة، تحمل ألوان الكرامة ووشاح المجد، وتلوّن سماء الوطن بأبهى معاني العزة والولاء فهو راية العرب في هذا الحمى الأصيل، ولون الكبرياء الذي يزين الوجدان، ويعطر الذاكرة بتاريخ ناصع البياض.

ان العلم الأردني ليس مجرد قطعة قماش ترفرف فوق المباني والساحات، بل هو شارة الشموخ التي حملت في طياتها تاريخ أمة، وأحلام شعب، ووصايا أجداد نذروا أرواحهم لأجل وطن لا تنحني هامته تحت ظل القيادة الهاشمية الحكيمة، وبكفوف الأردنيين الشرفاء، ظل العلم الأردني عالياً في السماء، شامخاً في وجه الرياح، يروي حكاية وطن صمد في وجه المحن ليصنع أمجاده بين الأمم.

في السادس عشر من نيسان، يقف الأردنيون صفاً واحداً يحتفلون بيوم عَلَمهم، يوم يتجدد فيه العهد للوطن، وترفع فيه الراية فوق كل بيت وكل ميدان، وكل شرفة تعشق هواء الأردن لأنه اليوم الذي يعيد رسم ملامح الهوية، ويستحضر تضحيات من حملوا الراية فوق أسنة الرماح في معارك المجد والكرامة.

وحين تسأل الأردني عن رمزية العلم تراه يعتدل في جلسته وتلمع عيناه بحنين المحارب، ويقول كما قال رئيس مجلس محافظة الزرقاء فيصل الزواهرة في تصريحه لوكالة الأنباء الأردنية (بترا): "العلم الأردني يجسد هويتنا ومشاعرنا القومية ووحدتنا وتاريخنا العربي المشترك، حيث أنه الراية التي تعانق السماء كلما رفرف في الأفق، تبعث فينا الفخر والمجد، وتوحد صفوفنا في مواجهة التحديات".

ولأن العلم ليس شعاراً ورمزاً فحسب بل فعل وانتماء، يدعو الزواهرة إلى رفع الراية في كل زاوية من البيوت إلى المتاجر، ومن الشوارع إلى الساحات، لتكون رسالة حب ووفاء لراية تحتضن في ألوانها قصة وطن، وقيادة هاشمية حملت على عاتقها هم الأمة ووجع الشعوب.

من جهته، استحضر أستاذ علم الآثار والتاريخ في الجامعة الهاشمية الباحث الدكتور محمد وهيب، رمزية العلم التي تتجاوز حدود اللحظة لتغوص في عمق التاريخ، مشيرا الى أن العَلَم الأردني يجمع رايات مؤتة واليرموك وبلاد الشام، وهو علم الكرامة الذي خاض معارك البطولة، واستعاد كرامة الأمة عبر سواعد جيش لا يلين.

وتابع وهيب حديثه بحماس الباحث العارف، قائلاً: "إن الاحتفال بيوم العلم يبعث الفرح والبهجة في القلوب، ويجدد العهد مع الماضي العريق والمستقبل المشرق، فهو راية تنتقل من جيل إلى جيل من زمن الشريف الحسين بن علي، إلى أيامنا هذه، حاملة معها رموزاً مقدسة كالنجمة السباعية التي تمثل السبع المثاني وتذكرنا بالشهداء وتضحيات الهاشميين في سبيل الوحدة والحرية".

وفي خضم الحديث عن قدسية العلم ومكانته، أضاء اللواء المتقاعد خالد عواد الخزاعلة على البعد السيادي للراية قائلاً: "إن العلم الأردني ليس مجرد شعار وطني، بل رمز للسيادة والاستقلال، ترفرف فوقه الكرامة، وتُؤدى له التحية في العروض العسكرية كما يسلم من فوج إلى آخر في مراسم رسمية تعكس عراقة الدولة الأردنية وقيمها الراسخة".

وأوضح الخزاعلة أن ألوان العلم الأربعة تسرد قصة تاريخ طويل، يبدأ من صدر الإسلام، ويمر بالخلافات الإسلامية الكبرى الى أن وصل إلى عصر الدولة الأردنية الحديثة ليرسم من خلال تشكيلته اللونية، هوية دولة تستمد مرجعيتها من الإسلام، ودستورها من قيم العدالة والمساواة لتبقى رايته خفاقة، وقيادته الهاشمية حصناً منيعاً، ووطنه ملاذاً لكل من ينشد الأمن والكرامة.

وهكذا، لا يمر يوم العَلَم إلا ويثبت الأردنيون أن رايتهم ليست فقط ألواناً، بل تاريخاً من الدماء الطاهرة، والمواقف المشرفة، والإرادة التي لا تلين، فهي راية الأردن التي ستظل ترفرف عالية لأنها ولدت من رحم المجد، ولأن خلفها شعب لا يعرف إلا الكبرياء والانتماء.