بلكي نيوز تنصح وقبل فوات الأوان … لحظة الحقيقة لجبهة العمل الإسلامي - الاستقالة اصبحت واجب وطني

كتب محرر الشأن المحلي : في ظل الهزة العميقة التي تعصف بمنطقتنا وتداعياتها التي لا تخفى على أي ذي بصيرة، يجد الأردن نفسه أمام مفترق طرق حاسم. وفي خضم هذه الظروف الاستثنائية ومع كشف المخطط الارهابي الخطير اليوم ، يصبح تقييم مواقف القوى السياسية والاجتماعية أمرًا ضروريًا لضمان سلامة الوطن واستقراره. وفي هذا السياق تحديدًا، يبرز موقف جبهة العمل الإسلامي كاختبار حقيقي لمدى وعيها بالمسؤولية الوطنية وقدرتها على التفاعل بإيجابية مع مقتضيات المرحلة.
إن الكارثة التي نشير إليها هنا تتجاوز حدود الأحداث اليومية، لتلامس صميم الأمن القومي الأردني وثوابته. وفي مثل هذه اللحظات الفارقة، لا يمكن للمرء أن يقف موقف المتفرج أو يكتفي بالتنديد والشجب. بل إن الأمر يستدعي وقفة شجاعة ومراجعة جذرية للمواقف والتحالفات.
من هذا المنطلق، يبدو أن أفضل موقف يمكن أن يتخذه أي إنسان متزن وعقلاني ومحترم ينتمي إلى جبهة العمل الإسلامي هو إعلان استقالته الفورية. هذا ليس دعوة للتشهير أو التجريح، بل هو نداء للضمير الحي وللمصلحة العليا للوطن. فمن يتقاعس عن اتخاذ هذه الخطوة الحاسمة بعد هذه الكارثة، يضع نفسه طوعًا في خانة من لا يكترث لحجم التحديات التي تواجه الأردن، أو ربما – وهذا هو الأسوأ – يصبح جزءًا من معادلة مشبوهة تخدم أجندات لا تصب في مصلحة الوطن.
نحن على يقين بأن جبهة العمل الإسلامي تضم في صفوفها قامات وطنية وشخصيات محترمة، نكن لها كل التقدير والاحترام. ولكن، في اللحظات الحاسمة، يصبح الانتماء المؤسسي ثانويًا أمام المسؤولية الفردية تجاه الوطن. وبعد ما جرى، لم يعد هناك مكان لهذا النوع من التنظيمات التي تثير الشكوك وتحوم حولها علامات الاستفهام في المشهد السياسي الأردني.
إن المواطن الأردني المحترم والغيور على وطنه هو من يبادر بنفسه إلى الانسلاخ عن أي تنظيم أو تحالف يرى فيه خطرًا على استقرار الأردن ومستقبله. إنها لحظة للفرز الحقيقي بين من يقدم مصلحة الوطن على أي اعتبار آخر، وبين من يستميت في الدفاع عن مواقف تنظيمية قد تكون قد تجاوزها الزمن وأضرت بسمعة العمل الوطني.
إن الاستقالة في هذا الظرف ليست هزيمة أو تخليًا، بل هي فعل شجاعة ووعي بالمسؤولية. إنها رسالة واضحة بأن مصلحة الأردن فوق أي اعتبار تنظيمي أو حزبي. إنها خطوة نحو تبرئة الذمة أمام الله والوطن والتاريخ.
فلنأمل أن يستجيب العقلاء والمخلصون في جبهة العمل الإسلامي لنداء الواجب، وأن يبادروا إلى اتخاذ هذا الموقف الوطني الشجاع. ففي وحدتنا وتكاتفنا، وبتغليب مصلحة الأردن العليا، نستطيع تجاوز هذه المرحلة الصعبة والحفاظ على أمن واستقرار وطننا العزيز.