عاجل -مسلة البالوع هي الاولى …. تصريحات وزيرة السياحة حول نقش رمسيس تثير تساؤلات حول الإلمام بتاريخ الأردن القديم

أثارت تصريحات وزيرة السياحة والآثار الأخيرة بشأن الاكتشاف الأثري لنقش فرعوني يعود إلى عهد الملك رمسيس الثاني في جنوب الأردن جدلاً واسعًا بين المهتمين بتاريخ الأردن ، حيث وصفت الوزيرة هذا النقش بأنه "أول نقش فرعوني يتم العثور عليه في الأردن". وقد قوبلت هذه التصريحات باستغراب من المهتمين بالتراث الأردني الذين أشاروا إلى وجود شواهد أثرية أقدم تحمل نقوشًا فرعونية، أبرزها نقش "مسلة البالوع" في محافظة الكرك.

ويعتقد على نطاق واسع بين الأثريين أن نقش "مسلة البالوع" شمال محافظة الكرك يحمل خرطوشًا ملكيًا يعود إلى عهد الملك المصري سنوسرت الأول من الأسرة الثانية عشرة، أي قبل قرون عديدة من فترة حكم رمسيس الثاني.
هذا الاكتشاف الذي يعود إلى أوائل القرن العشرين يعتبر دليلًا راسخًا على العلاقات التاريخية العميقة بين مصر القديمة ومنطقة شرق الأردن في عصور مبكرة.
وقد عبر عدد من الأكاديميين والباحثين عن دهشتهم إزاء تجاهل وزيرة السياحة لتاريخ "مسلة البالوع" وأهميتها في سياق الآثار الفرعونية في الأردن. وتساءلوا كيف يمكن الإعلان عن نقش رمسيس بأنه الأول في حين أن مسلة البالوع تقف شاهدًا على وجود فرعوني أقدم بكثير في هذه الأرض؟ هذا التصريح يثير علامات استفهام حول مدى إلمام القيادات المعنية بتاريخ منطقتنا الغني والمتنوع".
يُرى في هذا السياق أن التركيز الحصري على نقش رمسيس، مع إغفال الإشارة إلى اكتشافات أثرية سابقة تحمل أهمية مماثلة أو حتى أكبر، قد يعكس نقصًا في المعرفة بتاريخ المنطقة أو تجاهلاً لأهمية الاكتشافات الأثرية التي سبقت هذا الحدث الأخير. ويأمل المراقبون في صدور توضيحات من وزارة السياحة والآثار لتصحيح هذه المعلومة وتقديم صورة أكثر دقة وشمولية للتراث الأثري الأردني وعلاقته بالحضارات القديمة، بما في ذلك الحضارة الفرعونية. إن الاعتراف الكامل بتاريخ الأردن الأثري بكل مكوناته هو أساس الترويج السياحي والثقافي المستدام.
















