+
أأ
-

الدول ذات البطالة المتجاوزة لـ ٢٠٪؜: عيد العمال مناسبة للحداد لا الاحتفال

{title}
بلكي الإخباري

 

خاص - في الوقت الذي تحتفل فيه العديد من دول العالم بعيد العمال، فإن الدول التي ترزح تحت وطأة معدلات بطالة تتجاوز عتبة الـ ٢٠٪؜ لجميع الفئات العمرية، تجد نفسها أمام مشهد قاتم يستدعي وقفة جادة وتأملًا عميقًا بدلًا من مظاهر الاحتفال.
إن تجاوز نسبة البطالة لهذا الحد ينذر بأزمة اقتصادية واجتماعية حقيقية، حيث يعاني قطاع واسع من السكان من فقدان سبل العيش الكريم، وتتفاقم معدلات الفقر واليأس، وتتضاءل الآمال في مستقبل أفضل. في مثل هذه الظروف، يصبح الاحتفال بعيد العمال بمثابة تجاهل صارخ لمعاناة هذه الشريحة الكبيرة من المجتمع.
الأجدر بهذه الدول، بدلًا من مظاهر البهجة، أن تتخذ من هذا اليوم فرصة حقيقية لمراجعة سياساتها الاقتصادية والاجتماعية، وتشخيص مكامن الخلل التي أدت إلى هذا الوضع المتردي. إن إعلان حالة من "الحداد" الرمزي على الفرص الضائعة والطاقات المعطلة قد يكون بمثابة صرخة مدوية تلفت الأنظار إلى حجم التحدي وضرورة التحرك العاجل والفعال لإيجاد حلول جذرية لهذه المعضلة.
إن عيد العمال الحقيقي هو اليوم الذي يجد فيه كل قادر على العمل فرصة حقيقية للمساهمة في بناء وطنه وتحقيق ذاته. أما في ظل نسب بطالة فلكية، فإن الاحتفال يصبح مجرد تجميل قبيح لوضع مؤلم، وتغييب لحقيقة مرة يعيشها الملايين.
لذا، فإن الرسالة التي يجب أن توجهها هذه الدول في عيد العمال هي رسالة عمل جاد ومسؤول، وتركيز الجهود والطاقات نحو إيجاد حلول مستدامة تخلق فرص عمل حقيقية وتحيي آمال الشباب وكبار السن على حد سواء. إن تجاوز أزمة البطالة ليس مجرد هدف اقتصادي، بل هو ضرورة إنسانية وأخلاقية تقع على عاتق الحكومات والمجتمعات على حد سواء.