+
أأ
-

وداع فارس الخُلق والحكمة: الأردن ينعى الشيخ عيد صالح العمرو.. رمز الأصالة وركيزة القبيلة

{title}
بلكي الإخباري

كتب فادي العمرو - بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، مكلومة بفراق قامة وهامة، ترجل  قبل ايام  المغفور له بإذن الله، الشيخ عيد صالح العمرو، الذي التصق اسمه بالخُلق الرفيع، والتواضع الجم، والحكمة التي كانت تضيء دروب الساعين إليها. 

لقد ترجّل فارس من فرسان هذا الوطن، وودعت قبيلة العمرو ركناً أصيلاً من أركانها، وشهد الأردن خبو شمعة كانت تشع ضياءً ونقاءً.
 

كان الشيخ عيد صالح العمرو، طيب الله ثراه، تجسيداً حياً لمعنى "الخلوق"؛ فما كان يدخل مجلسه أحد إلا ويلمس فيه نقاء السريرة، وطيب المعشر، والكلمة الطيبة التي تبلسم الجراح. 

لم يكن يوماً بذيئاً في قوله، ولا متكبراً في حضوره، بل كان هادئ الطباع، وقوراً في محياه، كريماً في عطائه، وسنداً قوياً للمظلوم، ونصيراً للحق. كانت قيمه ومبادئه الأصيلة مرآة تعكس أصالة المجتمع الأردني وتجسد أنبل صفاته.
 

لم يكن ابو راجي  مجرد اسم يضاف إلى سجلات النسب، بل كان جزءاً لا يتجزأ من سردية قبيلة العمرو العريقة. لقد كان المرجع في الشدائد، والملاذ في الأزمات، وصاحب الرأي السديد الذي يُحتكم إليه. تشهد له المجالس التي عمرها بالحكمة والرصانة، وذاكرة القبيلة التي تحتفظ بقصص كرمه ونخوته ومواقفه الشريفة التي أسهمت في ترسيخ عراقة هذه القبيلة ومكانتها. فقد  كان حافظاً لتاريخها، وداعماً لشبابها، وموجهاً لخطاها نحو الخير والصلاح، فصار بمواقفه وأفعاله نسجاً حياً في حكايات القبيلة التي تروى للأجيال.
 

لقد كان الفقيد رمزاً من رموز الهوية الأردنية الأصيلة، تلك الهوية التي تتجلى في شيم الكرم والجود، والمروءة والنخوة، والولاء الصادق للأرض والقيادة. كان بيته مفتوحاً للضيوف والأحبة، ومجلسه منارة للمتحاورين والمستشيرين، يمثل أردن الماضي والحاضر، بأصالته البدوية الأصيلة التي لا تلين، وبتماسكه الوطني الذي لا يتزعزع.
 

لقد غادرنا الشيخ الخلوق  بجسده، لكن روحه ستبقى حية في قلوب كل من عرفه، وستبقى سيرته العطرة منارة تهتدي بها الأجيال القادمة. عزاؤنا أنه ترك خلفه إرثاً من الأخلاق الفاضلة، والسيرة الحسنة، والعمل الصالح، وذكراً طيباً لا يمحوه الزمان.