النائبة ديمة طهبوب تزور متحف وصفي التل وتستلهم سيرته في "مذكرات نائب"

عمان، الأردن – بعد زيارتها لمتحف وصفي التل ونشرها صورة من الزيارة، شاركت النائبة الدكتورة ديمة طهبوب عبر صفحتها على فيسبوك "مذكرات نائب"، متطرقة إلى السياسة والمناصب وصمود السيرة وسمو المسيرة، ومستلهمة من شخصية الرئيس الراحل وصفي التل.
وأكدت طهبوب أن وصفي التل هو اسم يلمع في تاريخ الأردن بالنزاهة والشفافية والاستقلالية، ويحظى بإجماع الأردنيين من كل الأطياف. وقالت إنه لم يحظَ سياسي مثله بالتقدير ولم يبلغ غيره منزلة الأيقونة والقدوة، حتى صار يُضرب به المثل بأن كرسي رئاسة رئاسة الحكومة بقي شاغراً بعده.
وأضافت أنها لطالما قرأت عن شخصيته وسيرته واستلهمت أقواله ومواقفه في خطابها، مؤكدة أن أي سياسي معني بخدمة الوطن والناس وطيب السيرة وترك بصمة خير يجب أن يستلهم من مدرسة وصفي التل ويتمثل الكثير من أفكاره وتصرفاته كرئيس للسلطة التنفيذية قاد البلاد في فترة صعبة وحرص على أن يعبر الأردن إلى بر الأمان، وأثبت أنه "لا مستحيل ما دام هناك نية صادقة وعزيمة قوية".
وشددت طهبوب على أن الزيارة لم تكن مجرد زيارة متحف، بل كانت محاولة لاستلهام سيرته في الإيمان بالأردن ومقدراته، والأردنيين وقدراتهم، وإمكانية الاعتماد على الذات وبناء المؤسسات الوطنية وإطلاق المشاريع وتعزيز الحريات والحياة الحزبية. كما أكدت على أهمية تجميع الشعب حول مشروع بناء الدولة وضرورة المضي قدماً مهما كانت الصعوبات، لأن الأردن كما وصفه وصفي التل "ولد في النار لا ولم ولن يحترق".
واستلهمت طهبوب من سيرة التل نموذج "السياسي الوطني النظيف" الذي أورث الأردنيين معنى الضمير الحي ونظافة اليد وتقدم المشروع الوطني. كما تطرقت إلى مسيرته التي بدأت في ميدان الجندية، مشيرة إلى مشاركته في جمعيات لدعم النضال العربي ضد الكيان الصهيوني والتحاقه بالجيش الأردني وتخرجه من الكلية العسكرية في قرية صرفند، والتحاقه أيضاً بجيش الإنقاذ الفلسطيني ومشاركته في العمليات العسكرية في فلسطين، وتسلمه قيادة كتيبة اليرموك الرابعة. وأضافت أن جوابه لأحد الصحفيين بعد هزيمة حزيران 1967 عن الحل الذي يحفظ للأمة العربية ماء وجهها وكرامتها، والذي كان: "لا حل ولا كرامة إلاّ بالقتال"، وكأنه يقول لنا "هذا هو الطريق إلى فلسطين الحرة".
كما دعت طهبوب إلى استلهام سيرة وصفي التل في ضرورة المحاسبة والتقييم ليستقيم الجميع على السكة، لأن "الخطأ والتقصير في حق الوطن كالخيانة وهم وجهان لعملة واحدة". وأشارت إلى إطلاقه أول مشروع للنزاهة ومكافحة الفساد قبل أن يصبح هيئة، حيث قال: "لا مكان للفساد ولا مكان للرشوة ولا مكان لتلون وجوه، الميدان فقط للصابرين الصادقين ذوي الرأي الجريء الصريح".
وأكدت النائبة على أهمية استلهام سيرة التل في النجاح في التعامل مع مختلف الأطياف السياسية والمدارس الفكرية وضمها في مشروع بناء الدولة الأردنية لتحمل كتفاً وتشارك في المهمة المقدسة والمسؤولية. وشددت على ضرورة الحفاظ على الأردن والمراهنة عليه، لأن "الأردن القوي ليس قوياً في نفسه فقط بل هو قوة ونصرة لكل إخوانه وإعلاء للعروبة والإسلام".
واختتمت طهبوب منشورها بالتأكيد أن وصفي التل رسخ أن "السياسي القوي الأمين هو الأبقى أثراً وقبولاً وأنه قد يغادر الكرسي جسداً ولا يغادره أثراً ولا بصمة في ذاكرة الوطن والناس وأن الطارئين المنتفعين المتكسبين بالوطن ملفوظون من كتاب الخلود الوطني". واقتبست قول الشاعر الفرنسي إلفرد دو موسّيه: "ليس للرجل سوى مجدٍ واحد حقيقي، هو التواضع"، مؤكدة أن هذا القرب من الناس والعيش مثلهم والسعي لهم وتعظيم بلدهم وصورتهم ووجودهم وتأثيرهم وعدم الاستئثار أو الإغناء من المنصب هو إرث وصفي الذي أبقاه ويبقيه متربعاً على عرش القلوب ورقماً صعباً في ذاكرة الأيام.
وقدمت طهبوب شكرها لأمانة عمان ومدير المتحف الأستاذ عبد الهادي المجالي والأخوات دعاء الريالات وتغريد الكلوب، مختتمةً منشورها بـ "صباحات أردنية" و "الإنسان الأردني" ووسم "#ذكرى_الاستقلال"، مؤكدة أن شعار "القمح قمحي والبلاد بلادي" سيبقى منهجاً، وأن الأردن سيبقى بلداً مباركاً ولّاداً بالرجال والخيرات.